الصين تستخدم شركة هواوي لتوسيع نفوذها قسريا في القارة الأفريقية
الصين تستخدم شركة هواوي لتوسيع نفوذها قسريا في القارة الأفريقية

تستحوذ شبكات الاتصالات التي تمولها وتشيدها الصين على الفضاء الإلكتروني في أفريقيا، وهو ما يثير مخاوف المحللين من زيادة النفوذ السياسي لبكين في بعض دول القارة، وفقا لموقع "صوت أميركا".

وقال بوليلاني جيلي، الباحث في قسم الدراسات الأميركية والأفريقية بجامعة هارفارد، إن "هواوي تعمل وتشارك مع العديد من الحكومات في جميع أنحاء القارة، وهذه الحكومات تستخدم هذه التكنولوجيا عالية الجودة لتقويض القيم الديمقراطية".

وتؤكد الولايات المتحدة ودول أخرى أن الحكومة الصينية تستخدم شركة هواوي، البائع الرائد في العالم لتقنية 5G والهواتف الذكية، في عمليات التجسس على الدول، وهو اتهام تنفيه هواوي.

وأفاد مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية (CSIS) في مايو الماضي، أن 57% من صفقات شركة هواوي تقع في بلدان متوسطة الدخل وتكون أجزاء منها بالمجان.

النفوذ القسري

وأضاف تقرير المركز أن البنية التحتية السحابية وخدمات الحكومة الإلكترونية التي تقدمها الشركة لهذه الدول  تتعامل مع البيانات الحساسة، وهو ما يمكنها من تزويد الحكومة الصينية بالمعلومات التي تستخدمها  لزيادة نفوذها القسري في القارة.

وتنبع لغة "النفوذ الاستخباري وحتى القسري" من قانون الاستخبارات الوطنية الصيني لعام 2017، والذي نص على أنه يجب على أي منظمة أومواطن صيني "دعم عمل استخبارات الدولة والمساعدة والتعاون معه". 

كان الاتحاد الأفريقي حدد هدفًا يتمثل في ربط كل فرد ورجل أعمال وحكومة في القارة بحلول عام 2030، وهو توسع تدعمه مجموعة البنك الدولي.

وتحتاج القارة إلى 1000 ميغاواط من قدرة المنشأة الجديدة أو حوالي 700 من مرافق مراكز البيانات الجديدة لتلبية الطلب المتزايد في القارة، وفقًا لجمعية مراكز البيانات الإفريقية.

بدأت الحكومة الصينية في استغلال هذه الحاجة. في 22 يونيو، افتتحت السنغال مركز بيانات وطنيًا خارج العاصمة داكار بتمويل من بنك التصدير والاستيراد الصيني، كما تم بناء المركز بمعدات ودعم فني من شركة هواوي. 

في يوليو 2020، أكملت الكاميرون إنشاء مركز بيانات حكومي في ضواحي العاصمة ياوندي، تم تمويله من قبل بنك التصدير والاستيراد الصيني، الذي أنشأته شركة شنيانغ الصينية للتعاون الاقتصادي والتقني الدولي الخاضعة لسيطرة بكين ومجهز بمعدات هواوي. 

في أبريل 2019، وقعت كينيا وهواوي صفقة لإنشاء مركز بيانات ومدينة ذكية ومشروع مراقبة.

تشمل خدمات الحكومة الإلكترونية التي تقدمها هواوي لهذه الدول الانتخابات ورقمنة المستندات وأنظمة الهوية الوطنية والخدمات الضريبية، وفقًا لتقرير CSIS.

ووفقًا لتقرير صدر في أبريل 2021 من المركز الأفريقي التابع للمجلس الأطلسي، فقد بنت هواوي حوالي 50٪ من شبكات 3G في إفريقيا و 70٪ من شبكات 4G على مدار العقدين الماضيين.

وقال الأستاذ المساعد في جامعة ويتووترسراند في جوهانسبرغ، إيغينيو غالياردون، إن العلاقة التي تربط الشركات الصينية بالبنوك التابعة للدولة تعني أن الشركات يمكنها خفض أسعارها والحفاظ على ميزة تنافسية على مقدمي العطاءات الآخرين.

وأضاف: "تمكن بنك التصدير والاستيراد [الصيني] من تقديم قروض كبيرة، كجزء من صفقات مع الحكومات الأفريقية، بشرط استخدام هذه القروض لنشر التكنولوجيا باستخدام شركة صينية". 

لقطة من الفيديو الذي يظهر إقدام شخص على طعن الكاهن
احتمال وقوع أعمال انتقامية أثار القلق في مدينة سيدني التي تعرف عادة بالهدوء

تجمع آلاف المسلمين في المساجد في أنحاء سيدني لأداء صلاة الجمعة رغم مخاوف من وقوع هجمات انتقامية بعد أن اتهمت الشرطة فتى يبلغ من العمر 16 عاما بارتكاب جريمة إرهابية عقب طعن أسقف في سيدني في وقت سابق من هذا الأسبوع.

واتهمت الشرطة الفتى، الخميس، بارتكاب جريمة إرهابية بسبب الاشتباه في طعن الأسقف مار ماري عمانوئيل في الكنيسة الاثنين. وأظهرت لقطات من مكان الحادث الفتى بعدما سيطر عليه الحضور في الكنيسة وهو يصرخ في عمانوئيل ويتهمه بالإساءة إلى الإسلام.

وقالت الشرطة إنها ستتهم الفتى بطعن الأسقف، الذي باتت حالته مستقرة، ما يصل إلى ست مرات. والعقوبة القصوى لهذه الجريمة هي السجن مدى الحياة. وتم رفض طلب الإفراج عنه بكفالة.

وتجمع حشد من الآلاف في الكنيسة بعد الهجوم واشتبكوا مع الشرطة وطالبوا بإحضار الفتى ليمثل أمام العدالة.

وبعد ساعات تلقى مسجد لاكيمبا، أحد أكبر المساجد في أستراليا، تهديدات بإلقاء قنابل حارقة.

وقال جميل خير زعيم المجتمع المحلي، وهو يقف خارج المسجد الجمعة أثناء مرور المصلين، إن المسلمات يشعرن بالقلق من أن يتم استهدافهن، وطلب من اللاتي يعملن في الإشراف على المسجد البقاء في المنزل حاليا.

وأضاف خير أمين عام جمعية المسلمين اللبنانيين التي تشرف على ثلاثة مساجد ومن بينها لاكيمبا "مخاوفنا الحقيقية تتمثل في استهداف النساء اللاتي يمكن معرفة أنهن مسلمات من خلال حجابهن في أثناء سيرهن في الشوارع أو مراكز التسوق. وهن خائفات حاليا من القيام بذلك".

وحدثت هذه الواقعة بعد أيام فقط من حادث طعن عشوائي في بوندي. وأثار الهجوم على عمانوئيل واحتمال وقوع أعمال انتقامية القلق في مدينة سيدني التي تعرف عادة بالهدوء.

كما أن الجرائم التي تُستخدم فيها الأسلحة النارية أو السكاكين نادرة الحدوث في سيدني التي تعد من أكثر المدن أمانا في العالم.

وقال أحد المسلمين لرويترز وهو في طريقه للصلاة في المسجد الجمعة إنه يشعر بالقلق من احتمال وقوع المزيد من الحوادث.

وأضاف "لست خائفا لكني لا أزال أشعر بالقلق، كما تعلمون".

ودعا الأسقف عمانوئيل أمس الخميس إلى السلام وقال إنه سامح الفتى الذي اعتدى عليه في رسالة صوتية مسجلة في المستشفى.

وشكر خير الأسقف على رسالته التي تدعو إلى التسامح والسلام.

وقال "في نهاية المطاف، لدينا رسالة واحدة مشتركة ونعيش على الأرض نفسها وننتمي إلى المجتمع نفسه".