ترك برس

تحتل حديقة التكنولوجيا في إسطنبول (Teknopark İstanbul) مكانة مرموقة في قائمة أهم وأضخم المُجمَّعات التكنولوجية في تركيا وأوروبا، وتهدف إلى دعم أنشطة البحث والتطوير، والانتاج التكنولوجي، إلى جانب دعم الانتاج الوطني وتوفير فرص التوظيف.

والعام المنصرم، افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، القسم الثاني لحديقة التكنولوجيا التي تأسست بجهود مشتركة بين رئاسة الصناعات الدفاعية التركية وغرفة تجارة إسطنبول من أجل المساهمة في تنمية قدرات تركيا لتطوير التكنولوجيا.

وفي خلال الاتتفاح، قال الرئيس أردوغان إن الأعمال تتواصل في حديقة التكنولوجيا بإسطنبول بهدف إنهاء اعتماد تركيا على الخارج، مؤكدا أن أعمال البحث والتطوير على مشاريع من قبيل، السفينة الوطنية (ميلغم)، والدبابة ألطاي، والسفينة البرمائية الهجومية، تتواصل في حديقة التكنولوجيا، بحيث تشكل مثالا جيدا للتعاون الاقتصادي والصناعي.

وتوفر حديقة التكنولوجيا وظائف لأكثر من 5 آلاف عامل بمختلف الشركات والمراكز التابعة لها، كما أن العديد من المشاريع الرائدة في مجال الصناعات الدفاعية أبصرت النور في الحديقة.

ولا يزال أكثر من 95 من رواد الأعمال يعملون على الأفكار التجارية المبتكرة في حديقة التكنولوجيا التي تحتضن أيضًا فرقًا تجري دراسات تقوم عبرها بفصل حليب الأم عن المواد الكيميائية السامة، وتكشف الأدوية المزيفة، وتقوم أيضا بتشخيص ثلاثي الأبعاد لسرطان الرئة.

والأعمال المنجزة في حديقة التكنولوجيا بإسطنبول تشكل -وفق تصريحات سابقة لأردوغان- أعمالا رائدة بالنسبة لحدائق التكنولوجيا الأخرى، والهدف من ذلك هو جعل هذا المكان أحد مراكز البحث والتطوير القليلة في العالم بحيث يعمل فيها 43 ألف مهندس في مجال البحث والتطوير.

ويمثل هذا الصرح الهام فرصة بالنسبة إلى الشباب الأتراك من أصحاب المواهب والمشاريع الناجحة لتحقيق أحلامهم، ويساهم أيضًا في تشجيع الهجرة العكسية للعقول النيّرة.

الفريق المسؤول عن مشروع السيارة المحلية الوطنية يواصل أعماله في وادي التكنولوجيا، والباحثون ينقلون خبراتهم إلى تركيا بحيث يصبحون قدوة لشباب البلاد، والعديد من المهندسين الأتراك تركوا وظائفهم المهمة في الخارج وعادوا إلى بلادهم فقط من أجل المشاركة في هذا المشروع.

وتشير تقارير إلى أن قيمة صادرات منتجات مناطق تطوير التكنولوجيا المعروفة باسم حدائق التكنولوجيا في تركيا (تكنوبارك)، تجاوز 4 مليارات دولار أمريكي، منذ تأسيسها عام 2001 وحتى عام 2019.

وفي إطار مبادرة تعزيز التكنولوجيا المحلية والوطنية، أسست تركيا 84 حديقة تكنولوجيا، في عدد من الولايات المختلفة، لغاية عام 2019 بمساهمة رجال أعمال وباحثين وأكاديميين.

وبحسب معطيات رئاسة الصناعة والتكنولوجيا التركية، فإن 63 حديقة تقوم بأنشطتها وفعالياتها على أكمل وجه، فيما تقوم الجهات المختصة بإعداد البنية التحتية للحدائق الـ21 المتبقية.

وتأتي مدينة اسطنبول في مقدمة المدن التركية الأكثر احتواءً لحدائق التكنولوجيا، حيث يوجد فيها 11 حديقة، تليها العاصمة أنقرة بـ 9، وقوجة إيلي بـ 5، وإزمير بـ 4 مناطق.

وتوفر هذه الحدائق فرص عمل لأكثر من 55 ألف شخص، إلى جانب 5 آلاف و390 شركة تنشط داخل تلك الحدائق، منها شركات أجنبية وأخرى محلية.

ومنذ تأسيس حدائق التكنولوجيا، أنجز العاملون والباحثون فيها، نحو 32 ألفا و769 مشروعا، فيما يستمر العمل في 9 آلاف و106 مشروعا آخرا.

والشركات التي تنشط في بنية الحدائق، تقوم بفعاليات في برمجة الحواسيب والتكنولوجيا الحيوية والطاقة وقطاعات أخرى.

كما تساهم هذه الحدائق في إيجاد ابتكارات ومنتجات جديدة صالحة للاستخدام في مجالات عدة، أهمها البرمجيات والصحة والطاقة والزراعة والفضاء.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!