صحيفة إيطالية: هذه جبهات المواجهة بين السيسي وأردوغان

12

طباعة

مشاركة

نشرت صحيفة ''لانووفا بوصولا كوتيديانا'' الإيطالية تقريرا سلطت فيه الضوء على توسع مسارح المواجهة التي تصطدم فيها السياسات المتعارضة بين رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. 

قالت الصحيفة: إن "هناك صراعا مفتوحا بين تركيا أردوغان ومصر السيسي، لا يقتصر فقط على البحر الأبيض المتوسط ​​(في ليبيا على وجه الخصوص)، ولكن يمتد إلى جميع الجبهات بين إفريقيا والشرق الأوسط، وباتت بذلك دول:  إثيوبيا، الصومال، السودان، العراق وسوريا جميعها ساحات مواجهة بين القوتين".

وازداد التوتر حدة وتوسعا، منذ الانقلاب الذي قاده السيسي على حكم الرئيس المصري الراحل محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين المدعومة من أنقرة وقطر، بحسب الصحيفة.

قوتان إقليميتان

وأشارت إلى أن المواجهة بين القوتين الإقليميتين، تمتد اليوم من شرق البحر المتوسط ​​إلى الصومال، ومن البحر الأحمر إلى ليبيا، ومن سوريا إلى العراق. وتحتدم المواجهة بصفة جلية أكثر على الجبهة الليبية، حيث تدعم أنقرة عسكريا حكومة الوفاق الوطني وعلى الطرف الآخر،  ترعى مصر مع روسيا والإمارات مليشيات خليفة حفتر.

وتوقفت الاشتباكات بين الطرفين منذ شهرين في إطار هدنة فرضها الروس والأتراك على الجبهة الممتدة غرب المحور الذي يربط مدينة سرت الساحلية بقاعدة الجفرة الجوية على مسافة 360 كيلومترا جنوبا.

وأعلنت قوات حكومة الوفاق منذ فترة طويلة عن نيتها إعادة السيطرة على هذين المعقلين لحفتر، لكن السيسي أعلن منذ فترة طويلة أن أي هجوم محتمل من حكومة الوفاق الوطني والأتراك سيعتبر تهديدا للمصالح الوطنية لمصر وسيؤدي إلى دخول قوات عسكرية كبيرة من القاهرة على طول الحدود إلى ليبيا.

وفي إثيوبيا، ذكرت الصحيفة أن "تزايد التوترات بين إثيوبيا ومصر بسبب تأثير السد الكبير المعروف باسم سد النهضة الإثيوبي على مجرى نهر النيل، أدى إلى قيام أديس أبابا بطلب الدعم من الصين وفرنسا وتركيا بهدف برنامج إعادة تسليح عسكري ضخم".

ولفتت الصحيفة الإيطالية إلى أن "زيارة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إلى إثيوبيا في 16 يوليو/تموز 2020، أظهرت أن أنقرة لا تنوي تفويت الفرصة في دعم جميع خصوم مصر". 

وتجدر الإشارة إلى أن تركيا هي ثاني أكبر مستثمر أجنبي في إثيوبيا، بعد الصين، بوجود أكثر من 150 شركة تركية تقدم 30 ألف وظيفة في المستعمرة الإيطالية السابقة.

لكن زيارة تشاووش أوغلو في هذه المرحلة من المواجهة على سد النهضة، تؤكد الدعم التركي لإثيوبيا في صراعها مع مصر، خاصة بعد اختتامها باجتماع بين جاويش أوغلو والرئيس الإثيوبي السابق مولاتو تيشومي ورتو، الذي قاد المفاوضات الفاشلة مع مصر بشأن السد.

وبحسب الصحيفة، يمكن أن يكون لدعم أنقرة لإثيوبيا أيضا أبعاد في الإمدادات العسكرية التركية، التي هي بالتأكيد في متناول الميزانية الإثيوبية الضعيفة مقارنة بالأسلحة الغربية.

"صوماليلاند"

وفي المقابل، هددت مصر إثيوبيا بالانتقام الذي لا يستبعد الخيارات العسكرية وتفكر في فتح قاعدة عسكرية في "صوماليلاند" على بعد كيلومترات قليلة من الحدود الإثيوبية (ناقش  موسى بيهي عبدي، رئيس  جمهورية صوماليلاند غير المعترف بها من المجتمع الدولي، ذلك في 20 يوليو/تموز 2020 مع وفد مصري رفيع المستوى)، وهو هدف انتقدته أديس أبابا بشدة. 

وفي صوماليلاند، توجد بالفعل قاعدة لدولة الإمارات (التي لها قاعدة أخرى في ميناء عصب الإريتري)، المتحالفة مع القاهرة والعدو اللدود لأنقرة التي فتحت بدلا من ذلك قاعدة منذ سنوات، في مقديشو وتقوم بتعزيز وجودها في الصومال. 

توسع التنافس العسكري إلى البحر الأحمر حيث افتتحت مصر في يناير/كانون الثاني 2020، قاعدة جوية وبرية وبحرية كبيرة جديدة في برنيس، شمال الحدود السودانية كرد واضح على الوجود البحري التركي في ميناء سواكن السوداني، بحسب الصحيفة.

ويشهد الشرق الأوسط صراعا مفتوحا بين البلدين، وقد دفعت الهجمات التركية المتكررة على التشكيلات الكردية في العراق وسيطرة القوات التركية على مناطق شمال العراق، بغداد إلى الرد بقسوة، خاصة بعد مقتل ضابطين عراقيين بطائرة مسيرة تركية.

دعم الأسد

وأوضحت الصحيفة أن مصر، التي تقدم الدعم و تقوم بتدريب القوات العراقية، انحازت بقوة إلى بغداد. بينما في سوريا المجاورة، وفقا لما ذكره موقع "إيران واير" في أوائل أغسطس/آب 2020، أرسل النظام المصري جنودا من القوات الخاصة إلى منطقتي إدلب وحلب، آخر جبهة مفتوحة بين قوات النظام السوري والمعارضة السورية المدعومة من أنقرة. 

وكان ضابط في قوات المعارضة السورية، قد كشف عن وصول 148 عنصرا من القوات الخاصة المصرية بين 26 و 27 تموز / يوليو، إلى سوريا بالتحديد إلى منطقتي خان العسل وسراقب الموجودين على خط الجبهة الأمامي.

وطالما دعمت القاهرة بشار الأسد ضد  قوات المعارضة المدعومة من تركيا، لكن إرسال القوات الخاصة المصرية الآن إلى منطقة تسود فيها هدنة ضعيفة وتنتشر فيها قوات موالية لتركيا، يتخذ طابع التحدي المباشر لأنقرة. 

ويقر موقع ''إيران واير'' بأنه لا يستطيع تقديم أي تأكيد على صحة المصدر، وتنفي القاهرة العملية في سوريا (والتي قد تكون سرية وبالتالي تم تنفيذها فقط بضوء أخضر من  السيسي) لكن وكالة "الأناضول" التركية  تؤكد المعلومة التي نقلتها عن "مصادر موثوقة" لكنها غير محددة.

ولفتت الصحيفة في ختام تقريرها إلى أن المواجهة المفتوحة بين الأتراك والمصريين تستمر أيضا في شرق البحر الأبيض المتوسط، ​​حيث تقف القاهرة بشدة إلى جانب إسرائيل وقبرص واليونان لصد المحاولات التركية في توسيع منطقتها الاقتصادية البحرية الخالصة.

ونوهت إلى أنه ليس من قبيل المصادفة أن الاتفاق البحري الأخير بين القاهرة وأثينا (بدعم من حفتر وإسرائيل) يهدف إلى إلغاء الاتفاق بين طرابلس وأنقرة المبرم في نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

الكلمات المفتاحية