قالت وكالة "بلومبيرغ" إن قرار السعودية الأخير بشأن وقف العقود الحكومية عن الشركات الأجنبية التي لا تتخذ من المملكة مقرا إقليميا لها، يجعل البعض حذرا من الاستثمار هناك.
ومع ذلك، قال عرض حكومي سعودي للمستثمرين أطلعت عليه بلومبيرغ إن المسؤولين يعملون على "حزمة حوافز جذابة" لمركز الملك عبد الله المالي في الرياض، الذي من المقرر أن يصبح منطقة اقتصادية خاصة.
وتشمل الحوافز إعفاءا لمدة 50 عاما من ضريبة الشركات بنسبة 20 في المئة وتنازلا عن القواعد المتعلقة بنسبة توطين السعوديين لمدة 10 سنوات على الأقل.
كما تحدث العرض عن الإعفاءات المحتملة للقوانين السعودية بناء على احتياجات المستثمرين ونظام تصاريح عمل أسهل.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أعلنت السعودية أنها ستوقف تعاملها مع شركات أجنبية تقيم مكاتب إقليمية لها خارج المملكة وذلك اعتبارا من العام 2024، في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستثمار بعد ارتفاع معدّل البطالة، وفق وكالة الأنباء السعودية "واس".
وأوردت الوكالة نقلا عن مصدر مسؤول، الإثنين، قوله إن السعودية "عازمة على إيقاف التعاقد مع أي شركة أو مؤسسة تجارية أجنبية لها مقر إقليمي في المنطقة في غير المملكة ابتداء من 2024/1/1".
وتابع المسؤول أن التدبير يشمل "الهيئات والمؤسسات والصناديق التابعة للحكومة أو أي من أجهزتها".
وأشار موقع بلومبيرغ إلى أن التكاليف التي بلغت ملايين الدولارات والتغييرات المفاجئة في السياسة والأحكام القانونية التعسفية تعني أن الشركات ستحتاج إلى تقييم مخاطر الانتقال إلى السعودية، على الرغم من المكافآت المحتملة التي وعد بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المتعلقة بالإصلاح الاقتصادي.
ولم تقدم السعودية تفاصيل كثيرة مما أدى إلى نوع من عدم اليقين، إذ يقول كثير من التنفيذيين الإقليميين إنه يعقد تعاملاتهم مع أكبر مصدر للنفط في العالم.
قال بعض رجال الأعمال إن السعودية عملاق نائم يستيقظ، بسوق استهلاكي يبلغ ثلاثة أضعاف حجم الإمارات، ومشاريع ضخمة مخططة بمئات المليارات من الدولارات ومجتمع شاب سريع التغير لا يمكن التعرف عليه تقريبا من مملكة شديدة المحافظة منذ 5 سنوات.
لكن أحد المديرين في شركة متعددة الجنسيات يقع مقرها الرئيسي في دبي، مركز الأعمال الرئيسي في الخليج، قال إن الشركات تعرف أن المد السياسي يمكن أن يتحول بسرعة في السعودية.
وأضاف المدير الذي لم يكشف عن هويته، أن عدم وجود ملاذ قانوني لديهم يجعلهم عرضة للخطر؛ لأن معظم العقود تأتي عن طريق الدولة، لذا من الصعب مطاردة الأموال غير المدفوعة.
ونظرت الشركات في الغالب إلى ما وراء اعتقالات السعودية لرجال الأعمال وأفراد العائلة المالكة فيما وصفته بحملة على الفساد، وقتل الصحافي جمال خاشقجي في عام 2018. فضلا عن التحولات المفاجئة مثل مضاعفة ضريبة القيمة المضافة 3 مرات تخلق حالة من عدم اليقين.
في المقابل، يشعر المسؤولون السعوديون بالإحباط من الاستشاريين والمديرين التنفيذيين العاملين في المشاريع السعودية الذين استقروا في دبي، المدينة الموجهة للأعمال والتي تجذب ملايين العمال الأجانب.
وقال محلل شؤون الشرق الأوسط في شركة ستراتفور ورلدفيو، رايان بوهل: "سيكون من الصعب إقناع الشركات متعددة الجنسيات والشركات العملاقة في المنطقة بالانحياز إلى جانب واحد"، وتوقع أن الرياض ستضع استثناءات وتجد طرقا للشركات للعمل في كليهما.
وقال مدير في شركة أغذية عالمية يقع مقرها الإقليمي في دبي إنه بإمكانهم تسمية مركز ثانٍ للشرق الأوسط في الرياض، أو مطالبة الشركاء السعوديين المحليين القيام بذلك تحت أسمائهم.
من جانبه، قال مسؤول تنفيذي في مجال الإعلانات إن شركتهما ستفتح مكتبا سعوديا لجذب المزيد من الأعمال مع إبقاء دبي قاعدة إقليمية.