قانون الغاب في بنغازي.. مليشيات تختطف نائبة وتصفي معتقلين

النائبة الليبية سهام سرقيوه
النائبة سهام سرقيوة خطفت بعد إدلائها بتصريحات طالبت فيها بوقف الحرب على طرابلس (مواقع التواصل)

نددت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا وحكومة الوفاق الليبية باختطاف مسلحين موالين للواء المتقاعد خليفة حفتر النائبة سهام سرقيوة من منزلها في مدينة بنغازي، وطالبتا بالإفراج عنها، في حين عثر على جثث معتقلين ملقاة بأحد شوارع المدينة التي تنشط فيها مليشيات متنفذة.

وتعرضت سرقيوة، وهي نائبة عن مدينة بنغازي، للاختطاف أمس الأربعاء من قبل مجموعة مسلحة اقتحمت منزلها، بعد يوم من إدلائها بتصريحات لقناة محلية طالبت فيها بوضع حد للهجوم الذي تشنه قوات حفتر على العاصمة الليبية طرابلس منذ الرابع من أبريل/نيسان الماضي.

وقال مراسل الجزيرة أحمد خليفة إن المسلحين اعتدوا بالضرب على زوج النائبة مما استدعى نقله إلى مستشفى في بنغازي لتلقى العلاج. 

وأضاف المراسل أن الآراء السياسية للنائبة المختطفة تغيرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير حيث عبرت عن رفضها للهجوم على طرابلس، ومناهضتها الحكم العسكري السائد في الشرق الليبي، وتأييدها التوافق بين الليبيين، وكانت قبل ذلك من مؤيدي حفتر ومن بين نواب آخرين نصبوه قائدا عاما للجيش.

وأظهرت صور متداولة بمواقع التواصل الاجتماعي أن خاطفي النائبة الليبية كتبوا على جدار منزلها "الجيش خط أحمر"، و"أولياء الدم"، والعبارة الثانية ترمز إلى مجموعات تشكلت في السنوات القليلة الماضية، وهي متهمة بعمليات قتل وحرق طالت مواطنين بتهم تشمل الانتماء لتيارات إسلامية معارضة لحفتر.

ودعت البعثة في بيان لها اليوم الخميس السلطات المعنية في بنغازي إلى التحقيق في الاعتداء، والكشف عن مكان النائبة المختطفة.

وقالت إن أعمال الإخفاء القسري والاعتقال والاختطاف المنافية للقانون بسبب التعبير عن الرأي أو الانتماءات السياسية تشكل ضربة قاصمة لسيادة القانون وانتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان.

وفي وقت سابق طالب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية بالكشف الفوري عن مصير النائبة سهام سرقيوة وإطلاق سراحها.

وأعرب المجلس عن قلقه للاعتداء عليها وعلى زوجها، واقتيادها إلى جهة غير معلومة من قبل مليشيا مسلحة، وقال إن ما جرى نتيجة طبيعية لغياب القانون وبقاء حكم العسكر في بنغازي.

وحمّل البيان اللواء المتقاعد خليفة حفتر المسؤولية الكاملة عما سماها بالجريمة المعبرة عن سياسات ممنهجة للتحريض على العنف وزرع الفتنة بين الليبيين.

وطالب المجلس الرئاسي البعثة الأممية بالتدخل السريع للإفراج عن النائبة سرقيوة، وتحميل المسؤولين عن أمن بنغازي المسؤولية القانونية وتقديمهم للعدالة.

من جهته، قال المجلس الأعلى للدولة إن اختطاف النائبة سرقيوة جاء بعد أن عبرت عن رفضها لهجوم قوات حفتر على العاصمة طرابلس.

وطالب في بيان بعثة الأمم المتحدة باتخاذ موقف واضح من هذه الانتهاكات التي من بينها اختطاف قوات حفتر لعضو المجلس الأعلى للدولة محمد أبو غجمة من بيته في طرابلس.

جثث بالشارع
وفي بنغازي أيضا عثر أمس على جثث خمسة أشخاص في أحد الشوارع وعليها آثار تعذيب.

وقال ناشطون إن القتلى الخمسة، وبينهم شقيقان، كانوا محتجزين منذ أشهر في سجن ببنغازي تديره كتيبة سلفية (من التيار المدخلي) موالية لحفتر. ونشر ناشطون صورا لجثث الضحايا وتبدو عليها آثار تعذيب وطلقات نارية.

وخلال السنوات الماضية عثر في بنغازي على عشرات الجثث لأشخاص اعتقلتهم أجهزة أمنية ومليشيات موالية لحفتر قتلوا إما بالرصاص أو بالتعذيب قبل رمي جثثهم في الشوارع، في حين أعدم عشرات آخرون رميا بالرصاص في وضح النهار على يد الضابط محمود الورفلي المطلوب حاليا للمحكمة الجنائية الدولية.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي + وكالة الأناضول