ترك برس

افتتح الرئيس التركيّ رجب طيب اردوغان مجمّعًا تكنولوجيًّا واسع النطاق في إسطنبول و40 مصنعًا في ولاية كوجايلي الشمالية يوم السبت الماضي، في خطوةٍ كبيرةٍ لجعل البلاد مركزًا عالميًّا للإنتاج والتكنولوجيا.

وفي حديثه خلال حفل افتتاح "مركز تكنولوجيا اتحاد مصنّعي المعادن الأتراك" (MESS)، قال أردوغان: "نحن مصمّمون على جعل تركيا مركزًا لثلاث قارّات، وقاعدة إنتاج وتكنولوجيا عالمية. لقد أسّسنا لذلك بالفعل من خلال الخطوات التي اتّخذناها على مدار الـ18 عامًا الماضية".

وتمّ تصميمُ المركز التكنولوجيّ العملاق ليكون مركزًا إقليميًّا للدراسات المبتكرة، وللإشراف على التحوّل الرقميّ في البلاد وتقديم المساعدة للشركات لإعداد نفسها للثورة الصناعية الرابعة.

تأسّس المركزُ باستثمارٍ بقيمة 200 مليون دولار، وسيقدّم 400000 ساعة تدريب لما لا يقلّ عن 40000 موظفٍ في مجال الصناعة مجانًا، وسيبتكر منهجًا شاملًا للتحوّل الصناعيّ الرقميّ مع كبار المدراء والمهندسين والمشغّلين.

كما يريد "مركز تكنولوجيا اتحاد مصنّعي المعادن الأتراك" تقديم أكثر من مليوني ساعة تدريب لـ250000 موظف في القطاعات الصناعية خلال السنوات الخمس القادمة، ومساعدة الشركات على رسم خارطة طريق التحول الرقمي. 

وتعليقًا على عودة الحياة إلى طبيعتها بعد وباء كوفيد19 قال أردوغان: "آمل أن يزداد الزخمُ الذي اكتسبته تركيا مع تقلّص الآثار السلبية للوباء عالميًّا، وبدء كل شيء بالعودة إلى طبيعته مرة أخرى. خلال الوباء، أُتيحت الفرصة للعديد من شركاتنا للانفتاح على البلدان والمناطق التي لم تتواجد بها من قبل أو التي امتلكت فيها حصةً محدودةً من السوق". 

وأضاف الرئيس أنه مع 85 حديقة تكنولوجية (Technopark) و1607 مركزًا للبحث والتصميم، تقترب الدولة خطوةً لتحقيق هدفها المتمثّل بتطوير ابتكاراتٍ رائدة. 

وأشار اردوغان إلى أن تركيا تحتلّ المرتبة الـ13 بين أكبر اقتصادات العالم من حيث تعادل القوة الشرائية، وقال إن تركيا بطائراتها ومع 7 من أكبر 100 شركة دفاع في العالم، هي من بين أفضل 4 أو 5 دول من حيث حيازة التقنيات المتقدمة.

40 مصنعًا سيخلقون 4600 فرصة عمل جديدة

بعد افتتاح مركز التكنولوجيا، حضر أردوغان عبر الهاتف الإطلاق المشترك لـ40 مصنعًا في ولاية كوجايلي الصناعية التركية.

وتقع المصانع في حيّ ديلوفاسي في "المنطقة الصناعية المنظمة المتخصصة بالآلات"، وتبلغ قيمة استثماراتها 3.9 مليار ليرة تركية (531 مليون دولار)، ومن المتوقع أن تخلق أكثر من 4600 وظيفة.

وقال محافظ كوجايلي سيدار يافوز خلال الافتتاح إن المصانع ستدرّ أكثر من 550 مليون دولار من عائدات التصدير السنوية، ووصف المبادرة بأنها "استثمارٌ رائعٌ ونموذجيّ".

وتحدث الرئيس التركي عن "مبادرة الصناعة الموجهة نحو التكنولوجيا" (Technology-Oriented Industry Initiative) لوزارة الصناعة والتكنولوجيا، وعن خطط الدولة لتطوير قدرات القطاعات الاستراتيجية. وقال إن الوزارة حدّدت مجالات البحث والمنتجات ذات الأهمية الاستراتيجية في التطور التكنولوجي في تركيا، بما في ذلك الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد وتكنولوجيا الشرائح وأنظمة النقل الكهربائية وغير المأهولة، وستبدأ الدولة بتمويل المشاريع في هذه المجالات المستهدفة.

يقول أردوغان: "الهدف الأوليّ لبرنامجنا هو التركيز على صناعة الآلات، حيث نريد زيادة قدراتنا المحلية بشكلٍ سريعٍ فهي مهمةٌ استراتيجيًّا للبلاد".

وهناك 10 مشاريع تمّت الموافقةُ عليها بالفعل وستتلقّى استثمارًا ثابًا بقيمة 140 مليون دولار. وتشمل التعهّدات التي حصلت على تمويل حكوميّ: الإنتاجَ المحليّ لمواد توربينات الرياح على نطاقٍ واسع، وأنظمة التحكم بالمحرّكات الخطيّة، وأنظمة الليزر أحادية الوسائط، والإنتاج الضخم لأدوات الآلات  التي يتمّ التحكمُ بها رقميًّا من خلال الكمبيوتر.

ومن جهته قال وزير الصناعة والتكنولوجيا مصطفى فارانك إن مبادرة مكتبه ستكون قوةً محركةً للتحوّل الهيكليّ للدولة في التصنيع والارتقاء بالصناعة التركية إلى مستوىً أعلى.

يُذكر أن تركيا أعلنت في آب/ أغسطس 2019 عن مبادرةٍ صناعيةٍ موجهةٍ نحو التكنولوجيا، تُعرف بخطة "التوطين الشامل" (end-to-end localization)، بهدف تقليل استيراد السلع الاستراتيجية التي تصل قيمتُها إلى 30 مليار دولار وتكملة نموّ الناتج المحليّ الإجماليّ من خلال الصادرات التكنولوجية. 

وكجزءٍ من هذه المبادرة، ترغب الوزارةُ بزيادة حصة المنتجات ذات التقنية العالية والمتوسطة في صادرات القطاع الصناعي من 39 بالمئة إلى 50 بالمئة، وتنمية كفاءة البحث والتطوير في الصناعة، وتدريب قوة عاملة قادرة على إنتاج منتجات عالية التقنية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!