x

الأحزاب في مصر «سياسة مع وقف التنفيذ».. و«القعيد»: «العدد في الليمون» (تقرير)

الخميس 24-10-2019 12:18 | كتب: شدى طنطاوي |
ياسر الهضيبي ويوسف القعيد وعمر صميدة وحسام الخولي ياسر الهضيبي ويوسف القعيد وعمر صميدة وحسام الخولي تصوير : آخرون

أعلى خشبة مسرح زيزينيا بالإسكندرية، وقفَ الزعيم مصطفى كامل، ليعلن تأسيس الحزب الوطني، بتاريخ 22 أكتوبر 1907، على أن يكون رئيسًا للحزب مدى الحياة، لكنه توفى بعد تأسيس الحزب بأربعة أشهر، فانتخب الأعضاء محمد فريد رئيسًا للحزب، ليكون بذلك لبنة الأحزاب السياسيّة في مصر.

مرَّ 112 عامًا على نشأة الحزب الوطني، إذ وصل عدد الأحزاب السياسية في مصر الآن لحوالي 104 أحزاب، أغلبها ليس له دورٌ يذكر أو فاعل في الحياة السياسية، وكأن ثورة 25 يناير مرت عليها «مرور الكرام»، الأمر الذي انتقص من الدور الذي تلعبه الأحزاب ومن برامجها السياسية.

«المصري اليوم» سألت أبرز أعضاء الأحزاب السياسية المصرية عن الصورة العامة للحركات السياسية في مصر، الدور الذي يلعبونه، وأحلامهم المستقبلية..

بنظرةٍ تاريخية، شرح حسام الخولي، الأمين العام لحزب «مستقبل وطن»، تاريخ الأحزاب المصرية، إذ وصف العملية الديمقراطية بـ«التراكمية»، فقبل ثورة 1952، كانت الحياة الحزبية نشطة للغاية، الأمر الذي لم يستمر كثيرًا بسبب الاتحاد الاشتراكي الذي عمل على توقّف الحياة السياسية في مصر، فكانت الأحزاب الموجودة تتخّذ اتجاهًا سياسيًا واحدًا، ولم تنتبه حينها للاحتياجات الاجتماعية.

وعن المشهد الحزبي الحالي، قال «الخولي» إن دور الأحزاب الحالي يقتصر على عمل البيانات وإرسالها، ولن تعد تنتبه لاحتياجات المواطن المصري، فمن المفترض أن يشمل دور الأحزاب أساسيات مهمة.

«ممارسة فقط».. هكذا وصف الدكتور عمر صميدة، رئيس حزب «المؤتمر»، دور الأحزاب السياسية الآن، قائلاً: «إذا حسبنا عدد الأحزاب التي لها مقار ولها تصريحات جادة لن تتعدى أصابع اليد الواحدة».

وأضاف «صميدة»: «يجب علينا فتح المجال السياسي بشكل منظم، إذ يجب على الدولة وضع قوانين تشجع الصحة العامة السياسية، فإذا فتحت الدولة الفرصة لتغيير القواعد الموجودة حاليًا، ربما نصل للمواطن الذي تتواجد لديه الثقافة الحزبية، وبالتالي تقديم المساعدة له».

وطالب «صميدة» الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعمل على تنسيقية شباب الأحزاب ومؤتمرات الأحزاب، مضيفًا أن الأحزاب تحتاج لتعديلات من الحكومة، إذ قال: «نحن نطمح أن يكون لنا تمثيل أفضل هذه الفترة داخل البرلمان».

ومن داخل أعرق الأحزاب السياسية في مصر، حزب «الوفد» الذي يمتلك أكثر من 220 مقرًا، قال الدكتور ياسر الهضيبي، نائب رئيس الحزب، إن الأحزاب السياسية في مصر يتجاوز عددها 100حزبا، لكن بلا أثر حقيقي.

ورغم نشاطات «الوفد» المتعددة، والتي تشمل دورا برلمانيا وفاعليات على الأرض مع المواطنين، يرى «الهضيبي» أن باقي الأحزاب تعد أحزابا أسرية، لأنها لا تعمل في الشارع، الأمر الذي يتطلب «فلترة» حقيقية، ويكون هناك حل قانوني باسم «العتبة القانونية»، فبدلاً من أن يكون لدينا أكثر من 105 أحزاب أو أكثر تصبح 5 أو 10 أحزاب فقط.

«العدد في الليمون».. هكذا وصف النائب يوسف القعيد، الحياة الحزبية في مصر الآن، مؤكدًا أن وجود 104 أحزاب في بلد عددها 100 مليون رقم مهول وضخم، مضيفًا: «نحن نتعامل مع السياسة كأنها من المحرمات التي لا نقترب منها، وهذا موقف لابد أن يتغير ونعتبر أن التربية السياسية جزء من التربية العامة لأي مصري».

وتابع: «نحن الآن ندفع ثمن سنوات موت العمل السياسي، بدءً من منتصف سبعينيات القرن الماضي إلى الآن، لابد أن نشجع العمل السياسي وأن تكون الأحزاب القائمة أحزابا حقيقية وفيها ديمقراطية وليبرالية، وليست مقرات وجريدة، ويجب أن تكون خلية نحل سياسية من الدرجة الأولى».

واستطرد: «يغيب الدور السياسي للشباب الحقيقي لأن (العدد في الليمون)، فالأحزاب الموجودة ينقصها حرية العمل السياسي بلا أي اعتبارات، وليس لها أي دور يتناسب مع شعاراتها، فلابد من هيئة مثل (الاتحاد الاشتراكي) في الستينيات، يمكنها تنشيط عمل الأحزاب وتنظيم الأدوار».

*ينشر هذا الموضوع ضمن برنامج المصري اليوم للتدريب

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية