الجهاد الإسلامي الفلسطينية والأزمة السورية

متظاهران بغزة خلال اعتصام مؤيد للثورة السورية
undefined

ضياء الكحلوت-غزة

التسريبات الإعلامية التي تبرز من حين لآخر عن مساندة حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية للنظام السوري، وتدخلها إلى جانبه، تثير أسئلة عن حقيقة دور ومواقف الحركة من الصراع المحتدم في سوريا.

ولا تُخفي الحركة التي أسسها الشهيد فتحي الشقاقي في ثمانينيات القرن الماضي، علاقاتها المتينة مع إيران، والتي تعد الداعم الأبرز لها مالياً وعسكرياً.

ونادراً ما تتحدث الجهاد عن موقفها مما يجري في سوريا، وهي تطرح الحوار خياراً وحيداً لحل الأزمة المتصاعدة هناك، مع رفضها للتدخل الخارجي تحت أي وصف كان.

وأكد الناطق الرسمي باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب للجزيرة نت أن ما يشاع عن تدخل حركته إلى جانب النظام السوري "أنباء عارية عن الصحة تماما"، مشيراً إلى أن الحركة لها موقف واضح، فهي ترفض التدخل بما يجري بسوريا، أو بأي بلد عربي آخر.

وقال شهاب إن المراقب للحرب يدرك أن ميزان القوى الراهن لا يسمح بالحسم العسكري لصالح أي من الطرفين، وأن القوى الغربية تريد إطالة الحرب لإضعاف سوريا وتقسيمها.

شهاب: الجهاد تدعو لحل سياسي للأزمة (الجزيرة نت)
شهاب: الجهاد تدعو لحل سياسي للأزمة (الجزيرة نت)

حل سياسي
وشدد شهاب على أن ما سبق يؤكد أن الحل ليس عسكريا، فلا بد من حل سياسي يبدأ بالحوار، ويلبي مطالب الناس بحياة أفضل من ناحية، ويحقن دماء كل السوريين، ويحافظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً، ويحمي الدولة السورية من الانهيار من ناحية أخرى.

وتعتقد الجهاد أن تدمير سوريا وإخراجها من الصراع العربي الإسرائيلي، يصب في مصلحة إسرائيل، ويجعلها قوة مهيمنة في المنطقة، وفق ما قال المتحدث الرسمي للحركة.

واتهم شهاب أطرافاً عديدة لم يسمها بمحاولة تشويه صورة الحركة ودورها وجهادها، مؤكداً أن نفس الأطراف كانت تعيب على الجهاد تمسكها وتبنيها الكامل لخيار المقاومة ومواجهة إسرائيل، متحدثاً عن كتاب وصحفيين خصصوا كتاباتهم للإساءة للجهاد لتمسكها بالمقاومة.

وفي الداخل السوري-حسب شهاب- ينحصر دور الجهاد في تقديم خدمات إغاثية للمشردين والنازحين الفلسطينيين والسوريين، مشيراً إلى أن عناصر من نشطاء الإغاثة والإسعاف، قتلوا خلال الصراع الدائر بسوريا.

وتحدث شهاب عن أن لإيران رؤيتها الخاصة للأزمة في سوريا، لكن الجهاد كحركة مقاومة فلسطينية لا تسمح لنفسها أن تكون جزءاً من أي استقطاب في الأمة، خاصة عندما تأخذ القضية أبعاداً سلبية.

من ناحيته، قال الكاتب والمحلل السياسي فتحي صباح إن للجهاد موقفا إيجابيا من الأزمة السورية، حيث تنأى بنفسها عن الصراع الدائر هناك، لكنه أشار إلى وجود أطراف تحاول الزج بالجهاد في الصراع لتبرير خطوات لاحقة ضد الحركة.

صباح: اتفقت الفصائل علي الحياد في الأزمة السورية  (الجزيرة نت)
صباح: اتفقت الفصائل علي الحياد في الأزمة السورية  (الجزيرة نت)

تجارب سابقة
وأضاف صباح للجزيرة نت أن الفلسطينيين تعلموا من تجارب سابقة ألا يتدخلوا في الشؤون الداخلية، وقال إن الفصائل في سوريا اتفقت على عدم الانحياز إلى النظام أو المعارضة هناك.

ويستبعد صباح تعرض الجهاد لضغوط إيرانية للاصطفاف إلى جانب النظام السوري، وإذا كان هذا الضغط موجودا فإن الجهاد لم تقبل به، وظلت تطالب النظام بإيجاد حل سلمي للأزمة.

ومن جهته، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر في غزة مخيمر أبو سعدة إن علاقة الجهاد بإيران وسوريا كانت منذ البداية أكثر عمقا من العلاقة مع حركة حماس، التي أغلقت مكاتبها وخرجت من سوريا.

وأوضح أبو سعدة للجزيرة نت أن الجهاد ترتبط عاطفياً بمواقف يمكن أن تقرأ على أنها قريبة من النظام السوري، لكنه استبعد وجود أي دور للحركة إلى جانب النظام في الأحداث الدائرة على الأراضي السورية.

المصدر : الجزيرة