{ التغير الإجتماعي بالمملكة العربية السعودية }



مقدمة :ـــ.
في بعض الأحيان يحدث التغيّر في المجتمع تدريجيًا. وفي أحيان أخرى تتغيّر المجتمعات بشكل مفاجئ، كما يحدث في زمن الثورات. وقد يحدث التغيّر نتيجة للتخطيط، أو قد يحدث دون تعمد. وكل مجتمع يتغيَّر، ولكن المجتمعات لا تتغيَّر بالمعدَّل نفسه، أو في الاتجاه نفسه. وغالبًا ما يصاحب التغيّر الثوري موجة من 


العنف.
تفيد معظم حركات التغيّر بعض الناس أكثر من البعض الآخر، وقد تُعَاقِب بعض الناس. ولهذا السبب، فإن حدوث قليل من المقاومة ضد التغيّر شيء يتعذر اجتنابه. والعديد من أشكال التغيّر الاجتماعي تحمل بعض النتائج المفيدة كما تحمل نتائج أخرى غير مرغوب فيها.
وإذا نتج عن التغيّر تَحسُّن في الأحوال، فإن طموحات الناس تزيد، فيصبحون غير راضين بمكتسباتهم ويطالبون بالمزيد. وفي بعض الأحيان يطالبون بإجراء تغيّر في القانون. ولكن عندما يعتقد الناس أن من المُتعذِّر تصحيح مظالِمَهِم في ظل النظام، فإنهم ينادون بإجراء تغيّر متطرف ـ وينادون بالثورة.
ولقرون من الزمان، بحث الناس عن تعليلات بسيطة للتغيّر، وكان ذلك دائمًا بالتأكيد على عوامل منفردة. وقد تصور كارل ماركس، المفكِّر الاجتماعي الألماني، أن الاقتصاد هو المصدر الرئيسي للتغيّر الاجتماعي. واليوم يرى العلماء أن تلك التعليلات لا تفي لتفسير الأحداث المعقدة للتغيّر الاجتماعي. ويعتقد العديد من علماء الاجتماع أن المجتمعات أنظمة، ويدَّعون أن أي تغيّر في جزء من المجتمع يقود إلى تغيّر في أجزاء أخرى دون تفضيل على سبيل المثال، فإن السيارة ـ وهي نتاج لتغيّر تقني ـ خلقت أنواعًا من التغيّر بشأن مكان إقامة الناس وعملهم، وفي مجال نشاطاتهم


التغير الإجتماعي لغوي :ــــــــ
التغير لغة :كما جاء في لسان العرب " تغير الشيء عن حاله: تحول. وغَيَّرَهُ : حولَّـه وبدَّله ، كأنه جعله غير ما كان . وفي التنزيل العزيز:(ذلك بأن الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم ).(الأنفال / 53) قال ثعلب: حتى يبدلوا ما أمرهم الله…إلى أن قال : وغِيَر الدهر : أحواله المتغيرة .."(ابن منظور، ج2،ص1035).
والتغير يشير إلى الاختلاف الكمي أو الكيفي ما بين الحالة الجديدة والحالة القديمة أو اختلاف الشيء عما كان عليه ، في خلال فترة محددة من الزمن . وعندما تضاف كلمة الاجتماعي يصبح " التغير الاجتماعي Social Change " هو : التغير الذي يحدث داخل المجتمع أو التحول الذي يطرأ على أي من جوانب المجتمع خلال فترة زمنية محددة . إلا أنه ليست كل التغيرات التي تطرأ على المجتمع هي تغيرات اجتماعية ، فهناك تغيرات عديدة في المجتمع في جانبي الثقافة : المادي والمعنـوي . وهناك اختلاف في أنماط العلاقات بين الأفراد والجماعات ، واختلاف في الوظائف والأدوار الاجتماعية وفي الأنظمة والقيم والعادات والتقاليد وفي الأدوات المستخدمة والخبرات ..الخ . فما هو التغير الاجتماعي بين تلك التغيرات التي تحدث داخل المجتمع ؟
التغير هو التحول من حالة إلى أخرى, والتحول الذي يطرأ على التنظيم أو البناء الاجتماعي في الوظائف والقيم والادوار الاجتماعية خلال فترة زمنية وقد يكون هذا التغير اما ايجابي أو سلبي. والتغير الاجتماعي ظاهرة عامة مستمرة تحدث من خلالها اختلافات وتعديلات في العلاقات الإنسانية أو القيم الاجتماعية اوالادوار والمراكزالافراد وقد قال الفيلسوف اليوناني هرقليطس " إن التغير قانون الوجود، وإن الااستقرار موت وعدم " فقد شبه فكرة التغير بجريان الماء بالنهر فعندما يكون يجري يبقى نقيا اما عندما يكون لا يتحرك فانه يأسن اي يخرب وتطلع رائحته.
يرتبط التغير الاجتماعي بالحراك الاجتماعي ويقصد به تحرك الافراد والجماعات من مركز اجتماعي إلى مركز اجتماعي اخر في نفس المجتمع أو في غيره, ويؤدي ذلك إلى لعب ادوار جديدة تترجم بسلوكات متوقعة للفرد داخل الجماعة, هذه السلوكات مرتبطة بالمركز الاجتماعي للفرد. والمركزالاجتماعي يشغله الفرد بحكم سنه أو جنسه أو تحصيله العلمي الذي يؤثر أيضا على دخله ونمط معيشته والاحترام الذي يناله في المجتمع كالمعلم والمحامي والطبيب والمهندس وغيرهم وقد يكون المركزالاجتماعي موروثا.
عوامل التغير الاجتماعي
اولا العامل الديموغرافي(السكاني) : ويقصد به الاثار المترتبة عن الوضع السكاني في اختلاف حجمه اي عدد سكان لمنطفة ما وكثافته, ومعدلات المواليد والوفيات بالزيادة أو النقصان، وهجراته الداخلية والخارجية، فقد تسبب هذه العوامل تفككا في الحياة الاجتماعية، وقد تسبب حراكا اجتماعيا في مجتمعات أخرى
ثانيا العامل الايدولوجي (الفكري) : تعد الايدولوجيا حركة فكرة هادفة تؤثر على سلوكات وعلاقات وانماط حياة البشر, ولها دور كبير في التغير الاجتماعي، كمان ان للظروف دورا في تشكيل ايديولوجيات الناس.فالايديولوجيةالاشتراكية مثلا تكونت بسبب تحكم الرأسمالية في قوى الإنتاج واضطهاد العمال, الامر الذي جعل الطبقةالعمالية تتمسك بالاشتراكية املا في الخلاص من النظام الرأسمالي, ولتحقيق العدالة والمساواة
ثالثا العامل التكنولوجي (التقني) : ان للابتكارات العلمية تأثيرا مباشرا على الحياة الاجتماعية وعلى سلوك الافراد وعلاقاتهم الاجتماعية، فقد أدى استخدام التكنولوجيا في الصناعة مثلا إلى ضخامة الإنتاج والتخصص في العمل، وتركيز القوة في المدن وزيادة الهجرة إليها، وظهور علاقات اجتماعية وقيم فرضتها الحياة الجديدةساعدت في ايجاد تغير اجتماعي سريع. كما ان التقدم التكنولوجي في المجالات الطبية ساعد في تخفيض معدلات الوفيات وهذا يؤثر على التركيب السكاني وبدوره يؤثر في الحياة الاجتماعية
رابعا العامل الايكولوجي (البيئي) : ان الظروف المناخية والبيئية التي يعيش بها مجتمع ما تتطلب اقامة اشكال اجتماعية تختلف حسب بيئتهم وهذا يوجد تفاوتا بين سرعة التغير الاجتماعي من مجتمع لاخر. فمثلا نرى اختلاف التغير الاجتماعي لسكان إقليم حوض اللبحر المتوسط عن سكان إقليم التندرا أو سكان المناطق الاستوائية من حيث عاداتهم وقيمهم وتطور اساليب معيشتهم.
خامسا العامل الاقتصادي : ان طبيعة النشاط الاقتصادي للسكان يؤثر على العلاقات الاجتماعية التي تنشأ بين الافراد والجماعات لان العامل الاقتصادي هو المحور الاساسي لبناء المجتمع وتطوره وان أسلوب الإنتاج هو الذي يحدد الطابع العام للعمليات الاجتماعية والسياسة والروحية في حياة الافراد. ومن الامثلة على التغير دخول المرأة بقوة إلى سوق العمل في اوروبا حيث لعبت ادوارا مهمة في العمل والوظائف الحكومية والاعمال المهنية الأخرى
سادسا العامل السياسي : ان للاحداث السياسية كانهيار الاتحاد السوفييتي عام 1990 م والحرب العراقية مع امريكاوحلفائها، أو اية حروب أو ثورات أو هجرات قسرية اثرا اقتصاديا وفكريا على افراد المجتمع وهذا بدوره يؤثر اجتماعيا على افراد المجتمعات
سابعا العامل الثقافي : تنتشر بعض السمات الثقافية من منطقة إلى أخرى, أو من مجتمع إلى اخر، سواء اكانت افكارا ام معتقدات ام فنونا ام اية معرفة تنتشر عن طريق وسائل الاتصال، وتحدث تغيرات في نظم المجتمع وافكار افراده وهذا يعرف بالانتشار الثقافي. فانتشار فكرة الحرية والديمقراطية في مجتمعات كثيرة ساعد على تغير شامل في حياة هذه المجتمعات ولنظمتها السياسية والاقتصادية والتعليمية.
انواع التغير الاجتماعي ..
هناك نوعان من التغير الاجتماعي :
التغير المفاجيء \" الثورة او الطفرة \"
ويحدث هذا التغير فجائيا ودون مقدمات ظاهرة . او دون ان يفصح عن هويته . ويسمى هذا النوع من التغير طفرة ان كان تغيرا اجتماعيا او ثورة ان كان تغيرا سياسيا ..وقد تؤدي الناحيتين الى نتائج حسنه او سيئه . تعتمد على كل من التغير والمتغير والمغير .وتؤثر على المناهج والمصلحات التربويه والمفاهيم والقواعد المؤثرة على حياة النشء وتكوينه .وهناك نوع للتغير يطلق عليه \" التغير السريع \" لانه لايمكن مشاهدته بوضوح ومراقبته دون عناء . ويعتبر صفه من صفات المجتمع الصناعي المتقدم .حيث تنتشر بسرعه مذهلة وتتميز هذة المجتمعات بسرعه التغير والتقبل .
التغير التدريجي التطوري :
وهذا النوع يتماشى مع اسلوب الحياه وطبيعه الاشياء .. وهي طريقة النمو التدريجي .. وتنطبق هذة الظاهرة على كل النبات والحيوان بلاضافه الى التغيرات في المظاهر الاجتماعية والانسانيه .وعمليه التغير في الغالب تتجه نحو التغير الافضل . وتكون كذلك تطوريه ومدروسه وخطط لها ويكون الصراع فيها اقل شدة من الصراع في التغير السريع .
التغير الاجتماعي \" تغير في القيم والمفاهيم والعادات والتقاليد والنظم واللباس وطرق الحياه واسلوب المعيشه \"
وهومن اكثر انواع التغير الذي يؤثر في التربيه . لان طرق الحياه هي التي تتغير .وبالتالي تغير بالتربيه ثم تغير بالمناهج .التي توضع من اجل التكيف مع المجتمع .
ويقسم التغير التدريجي التطوري الى قسمين :
التغييرالمفاجيء : يقصد به التغير الذي يتم ببطء شديد يشبه لحد ما حالة السكون بحيث لايمكن ادراكه وملاحظته للانسان العادي .الابصعوبه بالغة الا ان الباحث المدقق يمكنه الكشف عن هذا النوع من التغير .. وذلك من خلال مقارنه شعبين اجدهما تقدمي وحضاري / والاخر في طريقه نحو التقدم والحضارة.
التغير المحلي : وهذا النوع من التغير يكون مرحليا . أي يتكون من تراكمات جزئيه قد لايستطيع المشاهد العادي ملاحظتها .او ادراكها بسهوله لانها تتم على مراحل قد تتساوى بالقوة والشدة .وقد تختلف ولكن بكلا الحالتين تتم بالتدرج وغالبا مايكون هذا التغير كميا ولايؤثر في كيفية الظاهرة .
مراحل التغير الاجتماعي :
مرحلة التحدي \"التشويش \" :
ينظر لعملية التغير باي مظهر من مظاهر الحياه بانها عملية تحد للقيم والعرف والعادات المتبعه .فتقابل بالرضا او الرفض زوقد تكون عملية \"تشويش\" على صفه يراد تغيرها .كلما كان التغير في صفه من الصفات الثقافيه المتاصله كلما كان المعارضة اشد واقوى .وكلما بعد قلت المعارضه
مرحلة الانتقال \"التجديد \" :
بهذة المرحلة تظهر فئة من الناس يتبنون الافكار الجديده والمظاهر المتغيرة ويدافعون عنها بالرغم من وجود فئة معارضة وهنا ينشا الجدل والنقاش على الشيء الجديد .ويقدمو ادلتهم وكل منهم يجد نقاط الضعف لدى الفئة الاخرى .. ويدور النقاش ويحتد الجدل . وهي من اخطر المراحل . لانها تؤدي لبلبه الراي العام .
مرحلة التحويل / الدفاع :
في هذة المرحلة تقل مقاومة الفئة المعارضة وتصبح القوى للافكار الجديده والمخترعات والاكتشافات .سواءعن قناعه الفئة المعارضة او لمجرد عدم جدوى المعارضة .وكثيرا مايدافع اصحاب الفكر الجديد عن فكرتهم لاقناع البقيه بها . وهي من اهم المراحل لانها تحاول الدفاع عن وجه نظرها وتبرير وتثبيت اراها والدفاع عنها .
مرحلة التطبيق / الاستقرار او التبني :
وهي المرحلة التي يكون فيها تطبيق للافكار والاختراعات والاكتشافات في المجتمع ككل .وتصبح مستقرة ومتبعه ولاتعود مجال للنقاش والجدل . وفي هذة المرحلة تدخل الافكارنطاق الثقافه وتصبح من العموميات الثقافية التي يعمل بها كل افراد المجتمع .
عوائق التغير الاجتماعي
العوائق الاجتماعية
وتقسم إلى ثلاث اقسام الأول الثقافة التقليدية والثاني البناء الطبقي للمجتمع والثالث الميل للحفاظ على الامتيازات.
تعد الثقافة التقليدية عائقا للتغير الاجتماعي في المجتمعات التي تسود فيها الثقافة التقليدية القائمة على العادات والتقاليد، والتي تميل إلى الثبات، وتقاوم التغير والتجديد. ففي الهند مثلا يعيش غالبية سكان بعض المناطق في حالة سوء تغذية شديدة، رغم امتلاكهم اعداد هائلة من الابقار التي تحرم الطائفة الهندوسية ذبحها.
وكذلك فان نظام الطبقات في الهند يحدد المهن التي يعمل بها افراد كل طبقة، ويتوارثونها بغض النظر عن الكفاءة وهذا النظام يعيق عملية التغير الاجتماعي.
ومن ناحية أخرى تخاف بعض فئات المجتمع على امتيازاتها وحقوقها المكتسبة، لذا تواجه التغيرات الاجتماعية مقاومة من هذه الفئات مما يعيق مسيرة المجتمع وتطوره، ومثال ذلك مقاومة الاقطاعيين للإصلاح الزراعي خوفا على مصالحهم، وقيام العمال بتحطيم الالات في بداية الثورة الصناعية خوفا من ضياع فرص عملهم والاستغناء عنهم.
العوائق الاقتصادية
وتقسم إلى ثلاثة اقسام هم : ركود حركة الاختراعات والتكلفة المالية ومحدودية المصادر الاقتصادية.
ان عدم توفر مواد خام، وقلة الإمكانات المادية، وانخفاض المستوى التعليمي، والاجتماعي، وغياب التجشيع والتحفيز في المجتمع، كل ذلك يؤدي إلى ركود حركة الاختراعات. وكذلك فإن شح الموارد الاقتصادية لدى بعض المجتمعات، وعدم توفر الثروات المعدينة أو الطبيعية، أو عدم امتلاك الوسائل التكنولوجيةالحديثة يؤدي إلى انخفاض معدلات الاستثمار والتقليل من نجاح خطط التنمية فيها، وينعكس ذلك على خصائص المجتمع.
العوائق السياسية
وتقسم إلى قسمين هما : السياسة الدخلية والسياسة الخارجية.
تتلخص العوائق السياسية الداخلية بعدم التجانس في تركيب المجتمع بسبب الاقليات في بعض المجتمعات مثل الاتحاد اليوغسلافي (سابقا). وعلى العكس من ذلك، نلاحظ كيف تقبل الاردن العديد من الاقليات، التي اندمجت فيه. وأصبحت جزءا لا يتجزأ منه، فضلا في اسهامها في نهضته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية واثرت المجتمع الاردني بالعديد من التغيرات الجتماعية الايجابية. وتتمثل السياسة الخارجية بما يخلفه الاستعمار والحروب التي تستنزف موارد مالية وبشرية هائلة تبقي المجتمعات في مشاكل اجتماعية واقتصادية تشغلها عن النهوض بمستوى معيشة افرادها وتقدمها.
مشكلات التغير الاجتماعي
مشكلات التغير الاجتماعي
ينتج عن التغير الاجتماعي بعض المشكلات منها:
اولا الصدمة الثقافية : وتحدث للفرد عندما يواجه تغيرات سريعة مثل تغيير مكان اقامته (من الريف إلى المدينة)والنتيجة هي عدم قدرة الفرد على التكيف السريع مع المتغيرات الجديدة
ثانيا التفكك الاسري : قد يحدث التغير الاجتماعي ضعفا في العلاقات الاسرية مما قد يعقد حياة الاسرة ويضعف قدرتها على القيام بمهماتها التربوية والاجتماعية
ثالثا الفجوة الثقافية : تتكون كل حضارة إنسانية من جانبين : مادي ملموس، ومعنوي محسوس. فعندما يحدث تسارع في تطور الجانب المادي وتباطؤ في الجانب المعنوي يحدث ما يسمى بالفجوة الثقافية.ومثال ذلك قبول افراد المجتمع عمل المرأة خارج المنزل بهدف تأمين تكاليف المعيشة وزيادة دخل الاسرة, في حين يرفض الكثير من الرجال المشاركة في الاعمال المنزلية. فالتطور الذي يحدث في النواحي المادية يكون اسرع بكثير من تقبل الناس لما يخلفه هذا التطور من اثار في العلاقات الاجتماعية
رابعا خلاف الاجيال : يحدث هذا الخلاف عندما يظهر سلوك اجتماعي أو اخلاقي جديد يناقض تقليدا أو قيمة قديمة لا يمكن الجمع بينهما في وقت واحد، كتمسك جيل الاباء والاجداد بقيم كانت سائدة ومطالبة الجيل الجديد التمسك بها
خامسا ظهور انماط سلوكية جديدة عن الشباب : يؤدي التغير إلى ظهور اشكال متعددة من المغيرات المادية التي لا يستطيع بعض الشباب اشباع حاجاتهم منها بطرق مشروعة فيلجأون إلى الوسائل غير المشروعة لتلبية هذه الاجتياجات.
مشكلات المجتمعات الصناعية
المجتمع الصناعي هو المجتمع الذي يستخدم الالات والتقانات الحديثة بشكل واسع، ويتميز بالإنتاج الصناعي وتعاني المجتمعات الصناعية عددا من المشاكل نتيجة للتقدم السريع في قطاع الصناعة منها:
اولا: الهجرة الواسعة من الريف إلى المدن الصناعية وازدياد الطلب على الخدمات
ثانيا: مشكلات التلوث البيئي بسبب كثرة المصانع
ثالثا: سيادة الاتجاه نحو المادية، فالغاية تبرر الوسيلة في هذه المجتمعات
رابعا: كثرة الميل نحو الانانية والفردية، واهمال النواحي الروحية والعقائدية
الاصالة والمعاصرة في ظل التغير الاجتماعي
يتميز الوقت الحاضر بتسارع التطورات العلمية والتكنولوجيا التي لا يمكن لاحد ان يعيش بمعزل عنها, ولكن ثقافة ومعتقدات وخضائص كل مجتمع تحدد اشكال تفاعله مع هذه التطورات, وعلى افراد المجتمع ان يتمسكوا بثقافاتهم ومعتقداتهم، ويتفاعلوا مع تطورات العصر.فالاصالة والمعاصرة عنصران متكاملان وضروريان في مجتمعنا فيكون في الاصالة الثبات والرسوخ والعراقة في القيم العربية والاسلامية وفي المعاصرة فهم لروح العصر ومواكبة مستجداته، والاستجابة لضروراته، والدعوة إلى فهم الحاضروالتطلع إلى المستقبل
نظريات التغير الاجتماعي :
\"
النظريه \" نسق فكري استنباطي منسق حول ظاهرة او مجموعه من الظواهر المتجانسة ويحوي اطار تصوريا ومفهوما وقضايا نظريه توضح العلاقات بين الوقائع وتنظيمتها \"
تعددت تصنيفات النظريه منهم من صنفها بنائيا ومنهم من صنفها منهجيا ومنهم صنفها تطوريا ...
لكن .. نظريات التغير الاجتماعي المعروفه لاتتعدى ..
نظرية العبقرية :
وهي من اقدم النظريات وتقوم على اساس ان التغير نتيجة لظهور عباقرة افذاذ في المجتمع كالمصلحين والقاده وغيرهم يقومون بتغير انظمه المجتمع والمفاهيم والافكار والتقاليد والعادات وانماط السلوك . ويقومون بتغيير كل شيء في مجتمعهم حتى معتقداتهم والنظم . أمثال: الاسكندر المقدوني , وصلاح الدين الايوبي , ونابليون \"
نظرية الحتميه :
اصحاب هذة النظرية يرون ان عملية التغير تتم بصورة مقررة وموضوعه نتيجة عوامل معينه . وظهور أي فكرة او موضوع لابد ان يحمل في كهنه عنصرا كامنا يحتم التغير :
الحتميه التطوريه :
وهي التي تؤمن بان التطور شيء حتمي وان لابد ان يتغير كل شيء في وقت ما وبحالة ما وهي تتطور للاحسن والافضل .
الحتميه الاقتصادية :
وهي التي تؤمن بان تطور النظام الاقتصادي وتغير اقتصاد المجتمع شيء حتمي . وهو يؤدي بدورة لتغير المجتمع كليا .
فالدول التي يكتشف فيها النفط يحدث تغير في ميزان اقتصاد الدوله ثم تغير بالمجنمع ككل \" تربوي . اجتماعي . ثقافي
نظرية الانتخاب الطبيعي :
اصحاب هذة النظريه يرون ان التغير يتم بمفهوم دارويني أي ان الغلبه للاصلح والبقاء للاقوى وللظاهرة ويتم التغير على هذا النهج أي ان التغير يتم باختيار الظاهرة الافضل والاقوى والابقى في كل الامور . ويكون التحكم له في عملية التغير .
نظرية التغير الدائري :
وتقوم هذة النظريه على فكرة ان المجتمعات تتطور وتزدهر ثم تختفي وتندثر وتشير هذا النظريه .ان التغير يسير على سنن ثابته .تكاد تشبة سنن الطبيعه .في عمومها ودوامها .وتحدث العلامه\" ابن خلدون \" عن هذة النظريه في مقدمته واستخلص قانون اساسي \" قانون الاطوار الثلاثه للمجتمع \" أي ان المجتمع لابد ان يسير في الطريق / الانشاء والتكوين , النضج والاكتمال , الهرم والشيخوخة .
نظريه التخلف الاقتصادي والاجتماعي :
وترى هذة النظريه ان عملية التغير تعزى لعامل التخلف في العوامل الماديه والغير ماديه .وسواء كان تغيرا اقتصاديا او اجتماعيا فانه يحدث تغير كلي في المجتمع فالتخلف كالتقدم .. يؤدي لتغير كيان المجتمع ومالثورات التي تحدث في المجتمع الا دليل لتلك النظريه

الخاتمة :ـــــــــ
التغير الاجتماعي قديماً وحديثاً : تبين فيما سبق أن التغير الاجتماعي يخضع للنسبية الزمانية والمكانية حيث يختلف من مجتمع إلى آخر ؛ سواء في السياق الزماني أو المكـاني وذلك نتيجة الاختلاف الثقافي بين المجتمعات ، ولو أمعنا النظر في عملية التغير الاجتماعي قديماً وحديثاً فإننا نجد اختلافاً بيناً بينهما حيث يتميز التغير الاجتماعي اليوم عنه قديماً ، في عدة جوانب منها : 1. أصبح التغير الاجتماعي اليوم أسرع من التغير قديماً نتيجة الثورة الصناعية التي غيرت كثير من القيم والأبنية الاجتماعية مثل قيمة الوقت وقيمة العمل والبناء الأسري والسياسي والديني والاقتصادي وغيرها . فالاتصال الواسع بين المجتمعات المعاصرة نتيجة للتقدم في وسائل الاتصال المختلفة أدى إلى سرعة عملية الانتشار الثقافي وبالتالي إلى سرعة التغير بوجه عام ، أي أن سرعة التغير تتناسب طردياً وكثرة المخترعات التكنولوجية . 2. الترابط بين التغيرات الحالية زماناً ومكاناً بعكس التغير في القديم الذي كان يحدث بصورة منفصلة ومتقطعة ، حيث نسمع اليوم بما يسمى بالقرية العالمية والعولمة في ضؤ شبكات الاتصال وتدفق المعلومات ، فالتغير الذي يحدث في غرب العالم سرعان ما نجد صداه في مجتمعاته الشرقية والعكس صحيح . 3. أصبح التغير اليوم متوقعاً وأسرع قبولاً لدى المجتمعات ، وهو دلالة طبيعية على الانفتاح الحاصل بخلاف التغير السابق . 4. إن تغير اليوم ذو طابع إداري مخطط وهادف ومقصود تصنعه المجتمعات وفق إرادتها ، أما التغيرات التي كانت تتم في السابق فهي ذات طابع عشوائي وتلقائي











المراجع :ـــ

  • دراسات في علم الاجتماع القاهرة : مركز البحوث والدراسات الاجتماعية، كلية الآداب، جامعة القاهرة
  • مقدّمة الماكروديناميكا الاجتماعية: النمذجة الرياضية لتطوّر المنظومة العالمية قبل سبعينيّات القرن الماضي
  •  التغير الاجتماعي                           للدكتور شائم بن لافي الهمزاني،.





الفهرس

العنوان
رقم الصفحة
المقدمة
2
التعريف
3
عوامل التغير الاجتماعي
4
انواع التغير الاجتماعي
5
عوائق التغير الاجتماعي
7
نظريات التغير الاجتماعي
9
الخاتمة
11
المراجع
12