"الكنيسة تحكم مصر".. هكذا فسر ناشطون اعتقال باحث في مقارنة الأديان

القاهرة- الاستقلال | منذ ٣ أعوام

12

طباعة

مشاركة

3 قضايا شارك برأيه فيها الباحث المصري والمحاضر المتخصص في مقارنة الأديان، أحمد سبيع، ربما تكون السبب في إعادة اعتقاله من طرف قوات الأمن التابعة لنظام رئيس الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

وخلال الفترة الأخيرة، تبنى "سبيع" بقوة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي وقناته على اليوتيوب، تأييد الحملات الداعية لمقاطعة المنتجات الفرنسية على خلفية إساءة فرنسا للنبي محمد ﷺ، ودفاع رئيسها إيمانويل ماكرون، عن الإساءة باعتبارها "حرية رأي"، ونشر مقاطع فيديو تبرز تأثير المقاطعة وخسائر فرنسا.

كما استنكر "سبيع"، ظهور الممثل المصري محمد رمضان محتضنا المغني الإسرائيلي عومير آدام، في دبي ومعهما المغرد الإماراتي حمد المزروعي المقرب من ولي عهد أبوظبي والمعروف بدعوته للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت القضية الأبرز والأخيرة التي أثارها "سبيع" هي إثباته تحريف الإنجيل في حلقة نشرها على قناته على اليوتيوب "البينة لمقارنة الأديان والرد على الشبهات"، قبل ساعات من اعتقاله، وشاهدها أكثر من 81 ألف مشترك حتى صباح السبت.

"سبيع" يتابعه على قناته باليوتيوب أكثر من 700 ألف مشترك، وعلى حسابه بـ"الفيسبوك" حوالي 253 ألفا، وعلى تويتر قرابة الـ45 ألف مغرد.

وفي أعقاب القبض على الشاب المسيحي يوسف هاني، لازدرائه الدين الإسلامي بالسب وتطاوله على النبي محمد ﷺ، شن مسيحيون حملات إلكترونية ضد "سبيع" تطالب باعتقاله وتدعي ازدرائه للدين المسيحي، وواصلوها رغم الإفراج عن "هاني" بمبرر اعتذاره أمام القاضي.

اعتقال "سبيع" أغضب الناشطين على تويتر، ودفعهم للتضامن معه والمطالبة بالإفراج الفوري عنه والتأكيد على حسن سيرته وتميزه بأسلوبه الرصين والهادئ، واحترامه في محاورته النصارى وقدرته على مقارعتهم بالحجة والدليل والبرهان تحت شعار "والله ما أريد لكم إلا الخير".

واتهم ناشطون عبر مشاركتهم في وسوم عدة أبرزها، #الحرية_لأحمد_سبيع، #ادعم_أحمد_سبيع #أحمد_سبيع، الكنيسة المصرية بالوقوف وراء اعتقال "سبيع"، وفشلها في مواجهته ومناظرته في مناظرات علمية موضوعية، مشيرين إلى إسلام الكثيرين على يديه. 

ملاحقة المفكرين

"سبيع" المعروف بنشاطه الفكري والديني وبعده عن السياسة وعدم انتمائه لأي أحزاب سياسية أو جماعات إسلامية، سبق أن اعتقلته السلطات المصرية في فبراير/شباط الماضي، دون سند قانوني، واقتادته إلى جهة غير معلومة، وأفرج عنه في مارس/آذار الماضي.

لتعاود السلطات اعتقاله أمس الجمعة، ويؤكد الناشطون إصرار النظام المدعوم من الكنيسة على ملاحقة أصحاب الفكر والعلم، مذكرين بتأثير "سبيع" ومميزاته وموضوعيته، ومعربين عن غضبهم من إطلاق سراح "يوسف هاني" الذي أثبتت كل الأدلة ازدراءه للدين الإسلامي.

وتداول ناشطون صورة من رد "سبيع" على أحد متابعيه على "الفيسبوك"، قائلا: "أنا مستعد أتعدم من أجل الدعوة للحق وإخراج الناس من عبادة البشر لعبادة رب البشر وصدقيني لن أهرب مثل إلهك ولن أقول إلهي إلهي لماذا تركتني سأتقبل الموت راضيا في سبيل قضيتي وإن شاء الله القادم سيتعبكم أكثر".

وقال مغرد اسمه أحمد ريان: إن "النصارى لن يتراجعوا حتى يتم القضاء على أحمد سبيع وأمثاله من العلماء الذين يجادلون بالعلم ويناقشون بالأدلة لأنها تظهر الحقائق".

 وأشار حساب باسم "محمد" إلى أن "سبيع أسكت الكثير في مناظراته معهم، يتكلم بكل أدب وبالدليل وبالبحث، ولا يكذب ولا يفتري على دينهم لينصر دينه والنتيجه أنهم اعتقلوه وتركوا من سب نبينا الحبيب".   وتعجب مغرد يدعى "فهد" من "وقف متخصص على قناة يوتوبية لم يزد فيها على النقل والمعارضة والتفنيد، وترك برامج تلفزيونية متخصصة في التشغيب على المسلمين واستفزازهم، وقنوات فضائية مدعومة كنسيا ومجيشة لهذا الشأن عينك عينك".  فيما قال آخر يدعى عمرو القبلاوي: "عندما عجزوا عن الرد على الرجل بالحجة، قاموا بإبلاغ السلطات ليتم اعتقاله! يعلمون أنهم لا قوة لهم به".

دور الكنيسة

واتهم ناشطون الكنيسة بالوقوف وراء اعتقاله لفشل القساوسة في الحوار العلمي ولجوئهم لتهييج السلطة على المسلمين، منددين بتغول دور الكنيسة في عهد السيسي على حساب الأغلبية المسلمة.

الكنيسة دخلت في دهاليز السياسية وكان لها دور بارز في حشد المسيحيين لتأييد الانقلاب العسكري في 30 يونيو/حزيران 2013، وباركت عزل الرئيس الراحل المنتخب ديمقراطيا محمد مرسي، وأيدت قائد الانقلاب السيسي وما تلى ذلك من قرارات سياسية.

وتصدر بابا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، تواضروس الثاني،  قائمة حضور البيان المتلفز الذي أعلن خلاله الانقلاب العسكري، وفي مقابل ذلك الدعم الذي قدمته الكنيسة للسيسي، حصلت الكنيسة والمسيحيين على امتيازات واستحقاقات لم تكن لديهم في السابق.

وتوالى إقرار القوانين الداعمة لهم دون نقاش مجتمعي، وكانت جائزتهم الكبرى إقرار قانون بناء وترميم الكنائس في 30 أغسطس/آب 2016، مستبعدا شرط موافقة الجهات الأمنية على طلبات بناء الكنائس في البلاد، ووضع حد زمني للبت في الطلب لا يزيد عن 4 أشهر، وبموجبه تم تقنين أوضاع آلاف الكنائس، وبناء أخرى جديدة.

رئيس رابطة علماء المغرب العربي وعضو رابطة علماء المسلمين، الحسن بن علي الكتاني، استنكر "تغول الكنيسة في مصر على حساب الأغلبية المسلمة"، لافتا إلى أن قساوسة الكنيسة عندما يفشلون في الحوار العلمي "يلجؤون لتهييج السلطة على المسلمين".

 من جهته، قال حساب باسم "أحمد سيد": إن "الكنيسة أمرت باعتقال (سبيع)… تحس أن إحنا (تشعر كأننا) عايشين في أوروبا في القرون الوسطى".  فيما كتب آخر يدعى "عياض": "الشيخ أحمد تم اعتقاله أمس فجرا، بلا سبب أو يمكن السبب ضغط الكنيسة على السلطات أو رجال الأعمال النصارى لأن الشيخ له دور كبير في دخول النصارى للإسلام من خلال حلقاته أو مناقشاته، الناس بقت جريمتها في دولة ذات غالبية مسلمة أنها بتدعو لدين الله!!".  وقال حساب باسم "عفوي": إن "الكنيسة القبطية متغولة في زمن السيسي عجزوا عن مقابلة حروفه ومقاطعته فلجؤوا للسلطة!".  واختصر مغرد يسمى "أحمد" ما حدث للباحث بعبارة "الكنيسة تحكم مصر".