الاقتصادي للأخبار

رياضة

آخر مقالات رياضة

أنفق مستثمرون عرب نحو 1.5 مليار دولار على ملكية فرق رياضية أوروبية بكاملها



الاقتصادي – خاص:

محمد الكلاس

لم يعلم العرب حين خرجوا من أوروبا أن أحفادهم سيعودون إليها، لكن هذه المرة ليسوا فاتحين، إنما مستثمرين، رغم تعوّد أهل الضاد دخول الغرب ميدانهم ليستثمروا  في بلادهم، فعلى الأوروبيين اعتياد مشاهدة أموال عربية، وخاصة خليجية، تدخل شباكهم، إذ تعدلت البوصلة قليلاً مع المعادلة الجديدة، بعد أن عرف المستثمرون العرب توظيف أموالهم خارج الحدود الوطنية، والإقليمية، لتصل إلى العالمية، بمجالات متنوعة كالسياحة، والعمران، والتصنيع، والخدمات، وأخرها الرياضة، فكان منها الربحي البحت، ومنها الإنساني الممزوج باللمسة العربية.

وعليه شد مستثمرو الخليج، حقائبهم، ورحالهم نحو عالم الرياضة، وخاصة القارة العجوز، ملقين بثقلهم المالي ومستحوذين على بعض أندية أوروبا.. نزلوا ببحر إسبانيا.. وتعلموا متانة الماكينات الألمانية.. ومضوا نحو السباكيتي الإيطالية وعراقتها، وكأن لسان حالهم يقول: مازلنا موجودين.

تفوق استثمارات الشرق الأوسط

بيّن تقرير صادر عن شركة التسويق الرياضي "ربيكوم"، أن مستثمري الشرق العربي أنفقوا نحو 1.5 مليار دولار على ملكية فرق رياضية أوروبية بكاملها، بينما استثمر رجال أعمال آسيويين نحو 1.1 مليار دولار، خلال العامين الماضيين.

وأشار التقرير، إلى امتلاك مستثمري الشرق الأوسط، كامل ملكية أسهم أندية "باريس سان جيرمان" الفرنسي، و"مالقا" الإسباني، وكذلك لأسهم في أندية "مانشستر ستي"، و"أرسنال"، و"توتنهام فورست" الإنكليزيين.

كما أنفق مستثمرون قطريون، نحو 130 مليون دولار لشراء 100% من أسهم نادي "باريس سان جيرمان" الفرنسي خلال 2011.

يعادل ربع إنفاق الشركات العالمية

بلغت استثمارات الخليج في رعاية قمصان الأندية الأوروبية هذا العام، ما يعادل ربع إنفاق الشركات العالمية، استناداً  لتقرير "أموال رابطة أندية كرة القدم 2015″، الذي بّين ارتفاع حقوق الرعاية والشراكة الخليجية بقيادة الشركات الإماراتية، ما رفع الإيرادات الإجمالية لأكبر 20 نادياً رياضياً لكرة القدم في العالم إلى 8.4 مليار دولار، مشيراً إلى أن خمسة أندية من بين قائمة أكبر عشرة أندية في الإيرادات، حصلت على حقوق رعاية خليجية للوجه الأمامي لفانلاتها الرياضية.

وبحسب التقرير، بلغت الإيرادات التجارية لنادي "باريس سان جيرمان" 444.6 مليون دولار، نتيجة الشراكة مع "طيران الإمارات"، و"هيئة السياحة القطرية"، فيما شهدت الإيرادات التجارية لنادي "مانشستر سيتي" نمواً بنسبة 16%، نتيجة تجديد الشراكة مع "طيران الاتحاد".

وحتى جمهور كرة القدم العربية، والعالمية اعتاد خلال الأعوام الأخيرة ،على مشاهدة إعلانات لشركات عربية، تزين  قمصان كبرى الأندية العالمية، إذ يحتل شعار "طيران الإمارات" قمصان فرق النخبة الأوروبية، منها "آرسنال الإنكليزي"، و"ريال مدريد" الإسباني، و"ميلان" الإيطالي، و"باريس سان جيرمان" الفرنسي، و"هامبورغ" الألماني، و"أولمبياكوس" اليوناني، بينما تنفرد شركة "طيران الاتحاد"، التابعة لـ"شركة أبوظبي القابضة"، برعاية قميص نادي "مانشستر سيتي" ، فيما تحظى شركة "قطر للطيران" برعاية قميص برشلونة، مقابل 30 مليون يورو، للموسم الواحد.

وتعتبر الشركات الإماراتية أكبر راع للقمصان من دولة واحدة، تعقبها الشركات الألمانية بإيرادات قدرها 112 مليون يورو، ثم الشركات الأميركية بإيرادات تبلغ 82 مليون يورو.

طيران الإمارات.. كعبها عالي

تبقى شركة "طيران الإمارات"، صاحبة الريادة لدخول السوق الأوروبي الرياضي، ففي بداية 2001، استطاعت الشركة، توقيع عقد رعاية مع "نادي تشيلسي اللندني"، بقيمة 40 مليون دولار، لمدة ثلاثة أعوام، ثم اتجهت "طيران الإمارات" نحو "نادي أرسنال اللندني"، حيث أبرمت الشركة أكبر عقد رعاية في تاريخ كرة القدم البريطانية، ناهز 150 مليون يورو.

وعليه، نص العقد إطلاق اسم الإمارات على ملعب أرسنال الجديد 15 عاماً، مع وضع اسم الشركة مدة ثمانية أعوام على قمصان اللاعبين، ابتداءاً من 2006، وبهذا الإنجاز، تفوقت شركة "طيران الإمارات"، على باقي شركات الخليج، في عقود رعاية أندية أوروبا.

حضور لا تخفيه غيوم أوروبا

تحوّل المال الخليجي من الرعاية الرياضية إلى الملكية، وذلك عندما أنطلق قطار اقتصاد المال الخليجي نحو رياضة العالم وأوروبا، إذ حصلت "الجمعية الملكية الإماراتية"، على نادي ختافي الإسباني، بمبلغ يتراوح بين 70 إلى 90 مليون يورو.

وتملكت "مؤسسة قطر للاستثمار"، نادي "باريس سان جيرمان" في صفقتين خلال 2011 و2012، حين أشترت "مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية" 70%، من أسهم نادي "باريس سان جرمان" الفرنسي، في صفقة قيمتها 50 مليون يورو، لصالح القطري ناصر الخليفي.

سبب التهافت على التعاقد مع أندية أوروبا

يرى رئيس الاستراتيجية الدولية في شركة "ريبوكوم" غلين لوفيت، أن أحد أهم أسباب  ارتفاع قيمة عقود رعاية قمصان الأندية الأوروبية بشكل عام، هو الحضور الإلكتروني الكبير للأندية، والتوسع الحاصل في شبكات التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن هناك نسبة كبيرة من الناس تتابع هذه القنوات الاجتماعية ويصلها محتواها، ما يجذب الشركات، وخاصة العالمية، التي تبحث دوماً عن قاعدة جماهيرية.

وأوضح لوفيت، أن الاستثمارات الخليجية في رعاية الأندية، تبحث عن صنع وبناء علامات تجارية قوية، وكذلك للاستفادة من العوائد المالية، والتجارية، ما يحقق الارتباط بأندية كرة قدم أوروبية كبيرة، وبالتالي الوصول لجمهور عريض من متابعي الدوريات الكروية وأندية الصف الأول الرياضية.

ويفسر عضو مجلس إدارة "نادي النجمة" البحريني، عبد الرحمن بن مبارك آل خليفة، الاهتمام الخليجي بالاستثمار في شباك القارة العجوز، قائلاً: "اتجاه العرب، وخاصة الخليج نحو شراء أندية أوروبية، يعود لطبيعة الاستثمار المضمون، وهناك أندية عدة حققت أرباحاً خيالية، من خلال حقوق البث التلفزيوني، وبيع تذاكر المباريات، والتسويق، والدعاية الإعلانية، والعديد من الأمور، التي تساعد على تحقيق الأرباح".

وتجلى ذلك مع "نادي باريس سان جرمان"، الذي عاد للتألق، بعد شرائه من "شركة قطر للاستثمار"، وتعيين ناصر الخليفي مديراً عاماً للنادي.

الأرقام تتكلم

ولعل ما يؤكد الاستثمار الناجح، في ميادين أوروبا الرياضية، هو إعلان "طيران الإمارات" عن ارتفاع أرباحها العام المالي 2013– 2014 بنسبة 32% لتصل إلى 4.1 مليار درهم، مقابل 3.1 مليار درهم خلال العام المالي 2012-2013، إضافة لذلك كشفت دراسة استقصائية أعدتها شركة "تريب أدفايزر"، عن حلول شركة "طيران الإمارات" في المركز الثالث ضمن قائمة الناقلات الأكثر تفضيلاً بالنسبة للمسافرين البريطانيين، ما يعتبر أهم استراتيجيات الشركة.


error: المحتوى محمي , لفتح الرابط في تاب جديد الرجاء الضغط عليه مع زر CTRL أو COMMAND