x

الأزمة تحتدم فى لبنان مع اعتذار «الحريرى» عن عدم تشكيل الحكومة

الجمعة 16-07-2021 16:53 | كتب: رويترز |
الجيش اللبنانى ينتشر فى الشوارع لاحتواء الاحتجاجات بعد اعتذار سعد الحريرى عن عدم تشكيل الحكومة الجيش اللبنانى ينتشر فى الشوارع لاحتواء الاحتجاجات بعد اعتذار سعد الحريرى عن عدم تشكيل الحكومة تصوير : آخرون

تخلى الزعيم السُنى اللبنانى سعد الحريرى، الخميس، عن جهوده لتشكيل حكومة جديدة مما يقلص أكثر من أى وقت مضى فرص التوافق على حكومة فى أى وقت قريب للبدء بإنقاذ البلاد من الانهيار المالى. وأعلن الحريرى قراره بعد لقائه بالرئيس ميشال عون، قائلا إن من الواضح أنهما لم يتمكنا من التوافق، مما يبرز الانقسامات السياسية التى أعاقت تشكيل الحكومة حتى مع غرق لبنان لمستويات أعمق من الأزمة.

وتم تكليف الحريرى بتشكيل حكومة فى أكتوبر الماضى عقب استقالة حكومة رئيس الوزراء حسان دياب فى أعقاب الانفجار الكارثى فى مرفأ بيروت. والحريرى رئيس وزراء سابق وهو السياسى السنى الأبرز فى البلاد.

وبعد إعلانه الاعتذار، أغلق محتجون من أنصار الحريرى بعض الطرق فى المناطق ذات الأغلبية السُنية ببيروت، وأشعلوا النار فى صناديق القمامة وإطارات المركبات. وأظهرت لقطات تلفزيونية مباشرة انتشار قوات الجيش وإطلاقها النار فى الهواء لتفريق المحتجين الذين رشقوا الجنود بالحجارة ومقذوفات أخرى. وقال مصدر أمنى إن جنديا أصيب.

الجيش اللبنانى ينتشر فى الشوارع لاحتواء الاحتجاجات بعد اعتذار سعد الحريرى عن عدم تشكيل الحكومة

وقال وزير الخارجية الفرنسى جان إيف لو دريان إن الإخفاق فى تشكيل حكومة لبنانية جديدة أمر مروع، وانتقد الطبقة السياسية التى تحكم البلاد بأكملها. وقال للصحفيين فى الأمم المتحدة فى نيويورك: «هذا مجددا حدث مروع آخر.. هناك انعدام تام للقدرة لدى الزعماء اللبنانيين على التوصل لحل للأزمة التى تسببوا فيها».

وقال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إن تبعات الأمر ستكون خطيرة.

ويواجه لبنان انهيارا اقتصاديا وصفه البنك الدولى بأنه إحدى أسوأ حالات الركود فى التاريخ المعاصر. ودفعت الأزمة المالية أكثر من نصف السكان إلى دائرة الفقر، وشهدت تراجع قيمة العُملة بأكثر من 90% خلال نحو عامين، وتنامت المخاوف من اضطرابات اجتماعية. ويمثل قرار الحريرى ذروة أشهر من الصراع على المناصب الوزارية مع عون رئيس الدولة المسيحى المارونى المتحالف مع حزب الله الشيعى المدعوم من إيران. وتبادل الحريرى وعون إلقاء التهم على بعضهما البعض.

الجيش اللبنانى ينتشر فى الشوارع لاحتواء الاحتجاجات بعد اعتذار سعد الحريرى عن عدم تشكيل الحكومة

وقال الحريرى لقناة الجديد اللبنانية، فى مقابلة بعد ساعات من قراره، إنه لا يمكن أن يطلب منه أن يفعل كل ما فى وسعه، بينما الطرف الآخر لا يريد أن يضحى بشىء. وأضاف أن الرئيس عون لا يزال يصر على الثلث المعطل وأن حزبه لن يمنح الحكومة الثقة بما يشكل عقبة رئيسية.

قال الحريرى إن عون طلب تعديلات جوهرية فى التشكيلة الوزارية التى قدمها يوم الأربعاء.

وأضاف الحريرى للصحفيين، بعد اجتماع مع عون بالكاد استمر لمدة 20 دقيقة، «واضح أننا لن نستطيع أن نتفق مع فخامة الرئيس... فلذلك قدمت اعتذارى عن عدم تشكيل الحكومة والله يعين البلد». وأضاف: «وخلال الحديث مع فخامته، طرحت عليه أنه إذا كان يحتاج إلى مزيد من الوقت لكى يفكّر بالتشكيلة، فقال لى إننا لن نتمكن من التوافق». وقالت الرئاسة فى بيان إن الحريرى رفض مناقشة أى تعديلات، واقترح على عون يوما واحدا إضافيا لقبول التشكيلة المقترحة، لكن الرئيس قال: «ما الفائدة من يوم إضافى إذا كان باب البحث مقفلا».

وأضاف البيان أن الرئيس سيحدد موعدا لإجراء استشارات مع النواب لاختيار رئيس وزراء جديد فى أقرب وقت ممكن.

وأشار الحريرى فى المقابلة مع تليفزيون الجديد فيما بعد، إلى أن تيار المستقبل لن يسمى أحدا فى المشاورات المقبلة مع النواب اللبنانيين لاختيار رئيس وزراء مكلف جديد.

الجيش اللبنانى ينتشر فى الشوارع لاحتواء الاحتجاجات بعد اعتذار سعد الحريرى عن عدم تشكيل الحكومة

ولكن لا يوجد بديل واضح لتولى المنصب الذى ينبغى أن يشغله مسلم سُنى وفق النظام الطائفى فى لبنان.

ويشكك محللون فى أن أى سياسى سُنى سيقبل بهذا الدور دون مباركة الحريرى.

ويظل حسان دياب رئيس الوزراء حكومة تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.

يشكل الانهيار الاقتصادى أسوأ أزمة يشهدها لبنان منذ الحرب الأهلية التى دارت رحاها بين عامى 1975 و1990.

وقال مهند الحاج على من مركز كارنيجى للشرق الاوسط، إن الوضع الأمنى يقترب من نقطة الانهيار. وأضاف «هذه دولة لها تاريخ من العنف وأرى هذه الأزمة تنحدر ولا يوجد من يكبح جماحها».

وتمارس الحكومات الغربية ضغوطها على الساسة اللبنانيين لتشكيل حكومة يمكنها الشروع فى إصلاح الدولة التى ينخر فيها الفساد، وتهدد بفرض عقوبات، وتقول إن الدعم المالى لن يتدفق قبل بدء الإصلاحات.

لكن باستثناء حصول تحول جذرى فى المشهد السياسى، يقول سياسيون ومحللون إنه يبدو أن تشكيل حكومة قبل الانتخابات البرلمانية العام المقبل بات بالغ الصعوبة الآن.

ويحظى الحريرى وهو السياسى السُنى الأكثر نفوذا فى لبنان بدعم من دار الفتوى. وبينما تضاءل دعمه من السعودية لا يزال مدعوما من دول عربية فى المنطقة بينها مصر.

وقال صرافون فى السوق السوداء عقب الإعلان، إن العملة اللبنانية شهدت تراجعا جديدا حيث تم تداول الدولار بأكثر من 22 ألف ليرة مقارنة مع نحو 19 ألفا فى وقت سابق قبل اعتذار الحريرى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية

جميع الأخبار

الأكثر قراءة