رؤية 2030- السعودية
بلغ الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية ذروته بين عامي 2008 و 2012

رغم أن السعودية حصّلت مكاسب مالية معتبرة، قدّرتها وكالة "بلومبيرغ" بنحو من 12 مليار دولار، من خلال بيع حصص في خطوط أنابيب النفط، إلا إن البلاد قد تواجه متاعب مالية نظرًا لعدم تمكنها من إقناع شركات استثمار عالمية لعقد شراكات.

وكانت المملكة تنوي عقد شراكات أكبر مع"بلاك روك" شركة الاستثمارات الأميركية و"سوفت بنك" المصرف الاستثمارات الياباني.

ولم تستثمر هذه الشركات في البلاد بالقدر الذي كانت تأمله الحكومة، إذ يفضل الأجانب أصول الطاقة الغنية بالعائدات على السياحة والترفيه.

الباحثة المقيمة في معهد أميركان إنتربرايز بواشنطن بررت ذلك في حديث لوكالة بلومبيرغ بالقول: "ربما كان بإمكان قطاعي الترفيه والسياحة أن يتمتعا بعام أفضل من الاستثمار الأجنبي المباشر في 2020 لولا الوباء".

لكنها استدركت قائلة: "على الرغم من ذلك" فإن المستثمرين سيكونون مهتمين بالقطاع الأكبر والأكثر ربحية، والذي لا يزال يمثل الكثير من النفط والطاقة.

معضلة تنويع الاقتصاد

يُظهر بيع حصة خطوط أنبابيب النفط لشركة "غلوبال إينرجي" الأسبوع الماضي، التحديات التي يواجهها ولي العهد محمد بن سلمان في تنويع اقتصاد البلاد ضمن مشروعه "رؤية 2030"، وفق لـ "بلومبيرغ". 

واستطاعت السعودية العام 2020 جذب نحو 5.5 مليار دولار من صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر، أي ما يعادل حوالي 1 في المئة من ناتجها الاقتصادي، وفقًا للبيانات التي جمعتها بلومبيرغ، لكن هدف الحكومة هو الوصول لنسبة 5.7 في المئة بحلول عام 2030.

"ومن هنا تم التفكير في العرض المغري لفتح أجزاء من شركة أرامكو، عملاق الطاقة المملوك للدولة للمستثمرين الخواص" تقول الوكالة.

جيم كرين، الزميل في معهد بيكر للسياسة العامة بجامعة رايس في هيوستن علق على ذلك بالقول: "هذا هو أبرز مثال على أن محمد بن سلمان ومستشاريه يحاولون إيجاد طرق جديدة لإخراج الأموال من أرامكو دون تعطيل قدرتها التشغيلية". 

وأضاف: "في الوقت الحالي، تحتاج المملكة إلى السيولة النقدية وأرامكو تسيطر على الحنفية".

وفي حين أن العديد من المستثمرين العالميين أقاموا علاقات أوثق مع السعودية خلال السنوات الأخيرة، فإن معظمهم يعتبرونها مصدرًا لرأس المال، أكثر من كونها وجهة استثمارية. 

 الأسباب

الأسباب متعددة، وفق "بلومبيرغ" وتتراوح من عدم اتساق النظام القانوني السعودي إلى الركود الاقتصادي الذي تعيشه وسط جائحة فيروس كورونا المستجد، وتراجع أسعار المحروقات.

كما أن اعتقال وسجن عشرات من رجال الأعمال السعوديين في فندق ريتز كارلتون بالرياض عام 2017، وقتل الكاتب المعارض جمال خاشقجي في العام التالي، لم تساعد على الدفع بعجلة الاقتصاد كما كان يرمي لها ولي العهد.

وبلغ الاستثمار الأجنبي المباشر في السعودية ذروته بين عامي 2008 و 2012، بمتوسط يزيد عن 26 مليار دولار. 

وكان الاستثمار وقتها مدفوعًا في الغالب بمصافي التكرير الكبيرة ومشاريع البتروكيماويات التي تم تطويرها مع شركاء أجانب في وقت كان متوسط سعر النفط فيه أكثر من 90 دولارًا للبرميل. 

وعلى الرغم من إجراءات المملكة لتحرير الاقتصاد وفتح للاستثمار في صناعات جديدة، فإن الاستثمار الأجنبي المباشر لم يأت بالطريقة التي كان مخططاً لها .

شراكات واعدة 

ووقعت المملكة،  الأسبوع الماضي، اتفاقات مثمرة مع شركات التطوير، بما في ذلك شركة توليد الكهرباء الفرنسية "إليكتريسيتي دو فرانس" و"ماروبيني كوربورايشن اليابانية" المختصة في بناء محطات الطاقة الشمسية.

وفي وقت لاحق من هذا العام، من المحتمل أن تكتمل عملية بيع أكبر محطة لتحلية المياه في العالم. 

يذكر أنه في عام 2020، ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 20 في المئة، مدفوعًا جزئيًا بصفقات عقدتها المملكة مع كل من "ألفابيت" ومجموعة "علي بابا" الصينية وذلك لتطوير مراكز الحوسبة السحابية التي قالت السعودية إنها تبلغ قيمتها مجتمعة 1.5 مليار دولار.

وببيع أصول من أرامكو المملوكة للدولة، تتبع المملكة العربية السعودية نموذجًا تم تنفيذه بنجاح من قبل أبو ظبي المجاورة.

وبدلاً من متابعة طرح عام أولي لشركة الطاقة المملوكة للدولة Adnoc، جمعت الإمارات أكثر من 20 مليار دولار من خلال جذب المستثمرين الدوليين إلى بعض أصولها الرئيسية.

ومنذ تأسيسها عام 198 ، خصصت "غلوبال إينرجي"  أكثر من 34 مليار دولار لقطاع الطاقة، وفقًا لموقعها على الإنترنت. 

وتشمل "محفظتها" ممتلكات في شركة تطوير الطاقة الشمسية الإسبانية Abengoa SA، وشركة Cheniere Energy التي تتخذ من هيوستن مقراً لها، وشركة Chesapeake Energy Corp المنتجة للغاز الطبيعي، وشركة Kinder Morgan للتخزين وخطوط الأنابيب.

رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز رفقة زوجته بيغونيا غوميز
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز رفقة زوجته بيغونيا غوميز / أرشيفية

قال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، الأربعاء، إنه سيعلق واجباته العامة حتى الأسبوع المقبل، ليقرر ما إذا كان يريد الاستمرار في قيادة الحكومة أم لا، بعد أن بدأت محكمة تحقيقا مع زوجته.

وكتب على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي: "أحتاج للتوقف والتفكير.. أحتاج بشكل عاجل إلى إجابة على سؤال ما إذا كان الأمر يستحق العناء.. وما إذا كان ينبغي علي الاستمرار في قيادة الحكومة أو التخلي عن هذا الشرف".

وقال سانشيز، الذي يقود إسبانيا منذ عام 2018، إنه سيظهر أمام وسائل الإعلام، الإثنين المقبل، لإعلان قراره.

وجاء هذا الإعلان المفاجئ بعد أن قالت محكمة إسبانية، الأربعاء، إنها بدأت تحقيقا أوليا فما إذا كانت بيغونيا غوميز، زوجة سانشيز، قد ارتكبت جريمة استغلال النفوذ والفساد في أعمالها الخاصة.

واعتبر سانشيز أن خطورة الانتقادات التي تعرض لها هو وزوجته "تستحق ردا مدروسا".

ولم تفصح المحكمة عن تفاصيل أخرى لأن القضية مغلقة ولا تزال في مرحلة أولية، واكتفت بقولها إن التحقيق جاء بعد شكوى رفعتها جماعة معنية بمكافحة الفساد تدعى "مانوس ليمبياس" (أياد نظيفة)، التي يرتبط زعيمها بتيار اليمين المتطرف.

وقالت الجماعة إن زوجة رئيس الوزراء "استغلت نفوذ زوجها وتأثيره لتوفير رعاة لبرنامج درجة الماجستير بالجامعة التي كانت تديرها".