بعد سقوط عشرات القتلى.. مجلس الأمن يبحث الأزمة بين أرمينيا وأذربيجان ودعوات لاحترام وقف إطلاق النار

Azerbaijan Counts The Costs Of War Over Nagorno-Karabakh
أرمينيا اعترفت بمقتل 100 من جنودها خلال يومين من الاشتباكات (غيتي)

نقل مراسل الجزيرة عن مصادر دبلوماسية أن مجلس الأمن سيعقد اليوم الخميس جلسة مفتوحة، لبحث الاشتباكات الأخيرة بين أرمينيا وأذربيجان في منطقة ناغورني قره باغ الحدودية.

وقد أعلنت أرمينيا مساء أمس الأربعاء وقفا لإطلاق النار اعتبارا من الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي بعد اشتباكات تواصلت على مدى يومين.

كما دعت الخارجية الروسية طرفي النزاع إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، وذكر الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيبحث اليوم مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف الأوضاع على الحدود الأرمينية الأذربيجانية على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند عاصمة أوزبكستان التاريخية.

كما أكد قائد القوات المشتركة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي (تضم كلا من روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان) أن المنظمة لا تنوي إرسال قوات إلى أرمينيا، وأنها تدعم حلا سلميا بين يريفان وباكو.

مساعدة عسكرية

وكان رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان قد ذكر في وقت سابق أن 105 جنود من قوات بلاده قتلوا في الاشتباكات مع أذربيجان خلال المعارك، متهما أذربيجان بـ"احتلال" 10 كيلومترات مربعة تنضاف إلى 40 كيلومترا مربعا سيطرت عليها باكو في مايو/أيار الماضي".

وقال المسؤول الأرميني -في كلمة أمام برلمان بلاده- إنه طلب مساعدة عسكرية من منظمة معاهدة الأمن الجماعي بموجب المادة الرابعة من اتفاق الدفاع، وإنه قد يعلن الأحكام العرفية إذا زاد تدهور الوضع عند الحدود.

من جهتها، عرضت أذربيجان أمس الأربعاء تسليم جثث 100 جندي أرميني قالت إنهم قتلوا في الاشتباكات التي اندلعت مساء الاثنين الماضي، وقالت لجنة أسرى الحرب الأذربيجانية في بيان "أذربيجان تدعو إلى وقف إطلاق النار، وهي مستعدة لتسليم جثث 100 جندي من جانب واحد إلى أرمينيا".

وقد تبادل الطرفان الاتهامات بشن هجمات جديدة في إقليم ناغورني قره باغ وانتهاك هدنة تمت برعاية روسيا لكنها لم تصمد طويلا، وتعد المواجهات بين القوات الأذرية والأرمينية الأشد منذ الحرب بين الطرفين في العام 2020.

وفي سياق متصل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه لا يمكن قبول الوضع الناجم عن انتهاك أرمينيا الاتفاق المبرم مع أذربيجان عقب حرب 2020.

وأضاف أردوغان -خلال خطاب جماهيري في العاصمة أنقرة- أن على أرمينيا أن تتحمل نتائج موقفها الذي وصفه بالعدواني تجاه أذربيجان.

بدوره، بحث وزير الدفاع التركي خلوصي أكار مع نظيره الأذربيجاني ذاكر حسنوف -في اتصال هاتفي اليوم الخميس- التطورات الأخيرة حول الاشتباكات الحدودية بين أذربيجان وأرمينيا، وشدد أكار على تضامن تركيا مع أذربيجان وشعبها.

قلق أميركي

بدورها، أعربت واشنطن عن قلقها من استمرار التصعيد على الحدود بين أذربيجان وأرمينيا، وحثت البلدين على وقف الأعمال العدائية والانخراط في حوار.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس "نشعر بقلق عميق من استمرار الهجمات على طول الحدود الأرمينية الأذربيجانية، لقد أوضحنا لقادة البلدين وعلى جميع المستويات أنه لا حل عسكريا لهذا النزاع، ونحث الجانبين على وقف الأعمال العدائية العسكرية والانخراط في الحوار والدبلوماسية".

يذكر أن أذربيجان وأرمينيا تخوضان صراعا منذ عقود على منطقة ناغورني قره باغ التي كانت تضم تاريخيا أغلبية من السكان الأرمن لكنها كانت جزءا قانونيا من أذربيجان في ظل حكم السوفيات، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي أعلنت منطقة قره باغ -بدعم من يريفان- استقلالها عن باكو تحت اسم جمهورية آرتساخ، مما أثار حربا استمرت 3 سنوات.

وانتهت الحرب عام 1994 مع انتصار أرمينيا، وظلت قره باغ ربع قرن تحت السيطرة الأرمينية الفعلية رغم أن وضعها لم يكن قط معترفا به دوليا، وبعد عقود من الجمود استعادت أذربيجان أجزاء كبيرة من هذه المنطقة خلال حملة عسكرية عام 2020، مما أجبر أرمينيا على تقديم تنازلات إقليمية كبيرة.

المصدر : الجزيرة + وكالات