«سنرد بالنووي».. كوريا الشمالية تهدد الولايات المتحدة

آية سيد
كوريا الشمالية

حذرت كوريا الشمالية من أنها سوف ترد بقوة على التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة، مهددةً باستخدام "القوة النووية الساحقة".


وجهت كوريا الشمالية تهديدًا صريحًا إلى الولايات المتحدة بأنها سترد على أي تحركات عسكرية أمريكية، حتى استخدام القوة النووية.

وجاءت هذه التهديدات على خلفية زيارة وزير دفاع الولايات المتحدة الأمريكية، لويد أوستن، لكوريا الجنوبية والتعهد بتوسيع نطاق التدريبات العسكرية المشتركة بين واشنطن وسيول.

خط أحمر خطير

نشرت وكالة الأنباء الكورية المركزية بيانًا صحفيًّا لمتحدث باسم وزارة الخارجية الكورية الشمالية، الخميس 2 فبراير 2023، ينوّه فيه بأن الوضع العسكري والسياسي في شبه الجزيرة الكورية والمنطقة، وصل إلى مرحلة “الخط الأحمر”، بسبب المناورات الصدامية والأعمال العدائية للولايات المتحدة والقوى التابعة لها.

ولفت البيان إلى أن الولايات المتحدة تعمل على “شيطنة” كوريا الشمالية، عن طريق نشر الشائعات بشأنها، وتحاول إشعال مواجهة شاملة مع بيونج يانج عبر التدريبات المشتركة المستمرة، ومنها تدريب مع كوريا الجنوبية في فبراير الحالي لتشغيل سبل الردع الموسع، وأضخم تدريب بالذخيرة الحية لمحاكاة استخدام الأسلحة النووية.

ترسانة حربية

تطرق البيان إلى زيارة أوستن لسيول، الثلاثاء 31 يناير الماضي 2022، عندما أعلن أن الولايات المتحدة ستنشر المزيد من الأسلحة الاستراتيجية، مثل مقاتلات الجيل الخامس والحاملات النووية، وتحدث عن استخدام الأسلحة النووية ضد كوريا الشمالية.

وحذر بيان الخارجية من أن هذه التحركات الأمريكية تهدد بتحويل شبه الجزيرة الكورية إلى “ترسانة حربية ضخمة ومنطقة حرب خطيرة”.

رد صارم

شدد البيان على أن كوريا الشمالية “سترد بقوة” على أي محاولة عسكرية أمريكية، بمبدأ “الصاروخ بالمثل والمواجهة الشاملة بالمثل”، مشيرًا إلى أن بيونج يانج تمتلك استراتيجية مضادة قوية، وستكبح بحزم التحديات المحتملة الحالية والمستقبلية “بالقوة النووية الساحقة”.

وأضاف البيان أن كوريا الشمالية ليست مهتمة بالتواصل أو بالحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، طالما واشنطن مستمرة في “سياستها العدائية ونهجها الصدامي” تجاه بيونج يانج.

استئصال التهديد

عزا البيان التوترات المتصاعدة في شبه الجزيرة الكورية إلى سياسة الولايات المتحدة العدائية الرامية إلى “إجبار كوريا الشمالية على نزع السلاح من جانب واحد، من خلال العقوبات والضغط العسكري، في حين تتابع التوسع العسكري لحلفائها”.

واختتمت وزارة الخارجية بيانها بأن كوريا الشمالية سترد بقوة على تهديدات الولايات المتحدة، و”ستدافع عن أمن وسلام شبه الجزيرة الكورية والمنطقة بطريقة مسؤولة وقوة رادعة، حتى تستأصل السياسة العدائية والتهديد العسكري للولايات المتحدة والقوى التابعة لها بالكامل”.

واشنطن ترد

من جهته، رفض البيت الأبيض بيان بيونج يانج وأعاد تأكيد استعداده للقاء الدبلوماسيين الكوريين الشماليين “في الوقت والمكان المناسبين لهم”، وفق ما نقلت وكالة رويترز الإخبارية. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي: “لقد أوضحنا أننا ليست لدينا أي نية عدائية تجاه كوريا الشمالية”.

وأضاف: “نسعى للدبلوماسية الجادة والمستمرة لمعالجة القضايا محل الاهتمام لدى البلدين والمنطقة، فنحن نرفض فكرة أن تدريباتنا المشتركة مع الشركاء في المنطقة تمثل نوعًا من الاستفزاز”، موضحًا أنها “تدريبات روتينية”.

وخلال زيارته الفلبين، رد وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، على البيان الكوري الشمالي بأن واشنطن “جادة جدًّا” في التزامها بالدفاع عن كوريا الجنوبية، وستواصل العمل إلى جانب حلفائها والتأكد من “أننا نمتلك قوات جاهزة وموثوقة”، حسب ما نقلت وكالة أسوشيتد برس.

تدريبات مشتركة

أعلنت وزارة دفاع كوريا الجنوبية عن إجراء تدريب جوي مشترك مع الولايات المتحدة، أمس الأربعاء 1 فبراير، بمشاركة قاذفات “بي-1 بي” الاستراتيجية ومقاتلات “إف-22” الأمريكية، وطائرات “إف-35” من كلا البلدين، حسب ما أفادت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية.

وقالت وزارة الدفاع الكورية في بيان: “تُظهر التدريبات الجوية المشتركة هذه المرة استعداد الولايات المتحدة وقدرتها على توفير الردع الموسع القوي والموثوق في مواجهة التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية”.

وأضافت الوزارة أن البلدين “سيعززان التدريبات المشتركة ذات الصلة بنشر الأسلحة الاستراتيجية الأمريكية” لتعزيز ثقة المواطنين بالردع الموسع للولايات المتحدة.

صاروخ جديد

أفاد مصدر مطلع لوكالة يونهاب الكورية أن سيول قد تختبر صاروخًا باليستيًّا جديدًا، من طراز “هيونمو 5″، في المستقبل القريب، في خطوة تهدف إلى تعزيز الردع في مواجهة التهديدات العسكرية المتنامية لبيونج يانج.

ورغم وجود تكهنات بأن وكالة تطوير الدفاع الكورية الجنوبية ستجري الاختبار، غدًا الجمعة 3 فبراير، صرحت وزارة الدفاع بأنه لا توجد خطط لإجراء أي تدريبات بحرية بالذخيرة الحية يوم الجمعة، في إشارة إلى أن خطة اختبار الصاروخ ربما تأجلت أو أُلغيت.

ويمتلك الصاروخ القدرة على حمل رأس حربي بوزن 8 إلى 9 أطنان. ويقول مراقبون إن مداه قد يصل إلى 3 آلاف كيلومتر أو أبعد. ومن المتوقع أن يخدم الصاروخ كركيزة أساسية في خطة “العقاب والثأر” الكورية، التي تهدف إلى شل قدرات القيادة الكورية الشمالية في حالة نشوب صراع كبير.

ربما يعجبك أيضا