Investing.com - بينما تعلن الولايات المتحدة عن أول إصابة بفيروس كورونا، تسعى هي أيضًا جاهدةً للتأثير على قرار أوبك + عبر التلويح مجددًا بورقة المخزونات.
وفي المقابل يبدو أن الطريق بات ممهدا لأوبك + لتأجيل قرار زيادة الإنتاج إذا رغبت في ذلك خاصة بعد التصريحات الأخيرة من مسؤولي المجموعة بشأن توقعات الطلب تزامنًا مع تفشي متحور أوميكرون.
الأسعار الآن
بعدما تخلى النفط عن مكاسبه بنهاية تعاملات أمس عاد من جديد للارتفاع متجاوزًا صدمة ظهور أوميكرون في واشنطن. ويرتفع خام نايمكس الأمريكي الخفيف في هذه اللحظات في حدود 1.9% عند مستويات قرب الـ 767 دولار للبرميل.
وبالنسبة ذاتها زاد خام برنت إلى مستويات أعلى الـ70 دولار بزيادة تقترب من 2% وصولا إلى مستويات 70.3 دولار للبرميل.
ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات الخميس، لتعويض خسائر اليوم السابق، إذ يترقب المستثمرون قرار أوبك+ حول سياسة الإنتاج، إلا أن عودة المخاوف حول متحور "أوميكرون" مع تزايد الإصابات حدت من مكاسب النفط.
وتوقعت أوبك زيادة فائض النفط إلى مليوني برميل يوميا في يناير و3.4 مليون برميل يوميا في فبراير و3.8 مليون برميل يوميا في مارس 2022. وقالت منظمة أوبك عبر وثيقة خلال اجتماع اليوم الأربعاء، إن الطلب على وقود النقل في أوروبا قد يتأثر أيضا بسبب المتحور أوميكرون، لا سيما أفريقيا أيضا.
قرار أوبك +
من المرجح أن تقرر "أوبك" وأوبك+، الخميس ما إذا كان سيتم إطلاق المزيد من النفط في السوق كما كان مخططًا مسبقًا أو تقييد الإمدادات. وذلك بعدما قرر التحالف إضافة 400 ألف برميل يوميًا منذ أغسطس، إذ يحاول زيادة الإنتاج تدريجيًا بعد قرارات الخفض القياسية في 2020.
ويتوقع المحللون توقف أوبك+ عن خططها لإضافة 400 ألف برميل يوميًا خلال يناير، في ضوء التأثير المحتمل للموجة الجديدة من كورونا وقيود السفر المفروضة على إثر ظهور المتحور الجديد "أوميكرون".
وقال كارستن فريتش، محلل السلع في كوميرزبانك (DE:CBKG) إن الالتزام بالزيادة المخططة البالغة 400 ألف برميل يوميا "لا يمكن تصوره عمليا في ضوء التطورات الأخيرة في السوق".
"في رأينا، فإن أي قرار من هذا القبيل سيمارس مزيدًا من الضغط على أسعار النفط في بيئة السوق الحالية، والتي من غير المرجح أن تكون في مصلحة أعضاء أوبك +".
وقال إن الخطة الأمريكية للإفراج عن الاحتياطيات الاستراتيجية كانت معدة بالفعل لتوسيع الإمدادات بنحو 850 ألف برميل يوميا في يناير وفبراير، وهو ما لن يترك أمام أوبك + خيارا سوى وقف زيادات الإنتاج المزمعة لمدة شهرين.
جاء ذلك بعدما أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي تراجع المخزونات بنحو 747 ألف برميل، بأسوأ من توقعات بانخفاض المخزونات 1.66 مليون دولار، بما يعكس ضعف الطلب.
زيادة المخاوف
جنبا إلى جنب تصاعدت المخاوف بشأن متحور "أوميكرون" بعد تسجيل أول حالة إصابة في الولايات المتحدة. وقررت إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" توسيع المتطلبات الحالية للمسافرين لارتداء أقنعة على الطائرات والحافلات والقطارات والقوارب حتى مارس، لمواجهة المخاوف حول متحور "أوميكرون".
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأربعاء تراجع مخزونات النفط الأمريكية بنحو 900 ألف برميل خلال الأسبوع المنتهي في السادس والعشرين من نوفمبر، في حين كان متوقع تراجعها 1.5 مليون برميل.
ضغط أمريكي
وقال نائب وزير الطاقة الأمريكي إن إدارة الرئيس "جو بايدن" قد تعدل توقيت السحب من مخزونات النفط الاستراتيجية في حال هبوط أسعار الخام عالمياً بشكل كبير. وأوضح "ديفيد تورك" أن الدول المستهلكة الأخرى والتي وافقت على السحب من احتياطيات الخام يمكنها أيضًا تعديل خطط السحب إذا لزم الأمر.
وذكر المسؤول الأمريكي: "الرئيس منحنا المرونة، لذلك فإنه في حال هبوط أسعار النفط بشكل كبير وتراجع الأسعار في محطات الوقود، فإننا سوف نستخدم هذه الأداة بشكل مختلف". وأضاف "تورك": "أعتقد أن كل دولة ستتخذ قراراتها بناءً على الأكثر فائدة للمستهلكين وعلى أساس وضع مستويات أسعار النفط".
وكانت إدارة "بايدن" قد أعلنت في الشهر الماضي خطة لسحب 50 مليون برميل من الاحتياطي الاستراتيجي للنفط لوقف ارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى خطط مماثلة لسحب كميات أقل من جانب دول الصين والهند واليابان والمملكة المتحدة.
نظرة شاملة على الأسواق اليوم: التحليل الفني للعملات والسلع
ما الذي ينتظره الذهب اليوم ولماذا؟ الذهب والمزيد من الهبوط