عودة الاتفاق النووي

يديعوت أحرونوت

بقلم: اليكس فيشمان

اضافة اعلان

ليس استئناف الاتفاقات النووية بين الولايات المتحدة وإيران مسألة هل بل متى. فمن اتصالات غير رسمية أجريت مؤخرا بين محافل في الطاقم المتبلور لسياسة الخارجية والأمن لدى جو بايدن وبين محافل سياسية رفيعة المستوى في إسرائيل، تبين أنه تتبلور في الإدارة المستقبلية منذ الآن صيغة لاستئناف المفاوضات مع إيران.
فضلا عن ذلك، فان عرض الصيغة الأميركية لاتفاق نووي واستئناف الاتصالات مع إيران يوجدان في أولوية عليا. فالطاقم الأميركي يتشكل من انطوني بلينكو، الذي يعمل كمستشار بايدن للأمن القومي، جاك سليبن، منسق موضوع السياسة الخارجية، وميشيل بلورنوي منسقة الطاقم الذي يعنى في مواضيع الأمن.
إسرائيل الرسمية ليست في الصورة بعد. ان الإستراتيجية التي وضعها الطاقم هي مفاوضات مع الإيرانيين في مرحلتين وفي قناتين منفصلتين. المرحلة الأولى – من لحظة دخول بايدن إلى البيت الأبيض وحتى انتخاب رئيس جديد في إيران، في حزيران (يونيو) المقبل. تقويم الوضع الأميركي هو انه حتى انتخاب رئيس إيراني لن يكون ممكنا الوصول إلى اتفاق ذي مغزى. وعليه فان الهدف في هذه المرحلة هو الوصول إلى تفاهمات مع الإيرانيين حول تجميد الوضع: سواء في مجال نشر السلاح الباليستي والتدخل الإيراني الإقليمي، وفي محور مداولات منفصل: تجميد النشاط النووي العسكري. وبالمقابل سيكون الأميركيون مستعدين لان يتنازلوا عن العقوبات الأخيرة التي فرضها ترامب.
مع انتخاب رئيس جديد لإيران، يعتزم الأميركيون إدارة مفاوضات على اتفاق دائم في المجالين: النووي والإقليمي. وفي الولايات المتحدة يستعدون لسد "ثقوب" في الاتفاق الأصلي في 2015. المرحلة الثانية يمكنها أن تستمر لفترة طويلة، في اثنائها ستبقى العقوبات.
ان الخطة الأميركية المتشكلة هي إمكانية كامنة لخلاف بين وزير الدفاع بيني غانتس وبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. من ناحية نتنياهو لا بديل عن العقوبات – إلى أن تتخلى إيران عن البنية التحتية النووية. اما حسب غانتس فلا ينبغي استبعاد المحاولة الأميركية استبعادا تاما ولكن كل صيغة يجب أن تتضمن عناصر لا توقف فقط تطوير السلاح النووي بل وأيضا نشر السلاح الباليستي في المنطقة بما في ذلك مصانع تدقيق إصابة الصواريخ في لبنان ووقف التدخل الإيراني في الإرهاب ضد إسرائيل.
وبتقدير محافل في جهاز الأمن، فان اتفاقا مع إيران، يتضمن العناصر التي تطلبها إسرائيل، سيشكل عامل لجم لاندفاع المنطقة الى حرب في لبنان. وتيرة التطورات، صحيح حتى الآن في مجال إنتاج الصواريخ الدقيقة في المصانع في لبنان من شأنه أن يلزم إسرائيل بمهاجمة هذه المنظومات هذه السنة. وقد وجه وزير الدفاع الجيش لان يكون جاهزا للتدهور إلى مواجهة شاملة في جبهة لبنان. والمناورة العسكرية الكبيرة التي اجراها الجيش الإسرائيلي في الشمال كانت بمثابة مراجعة عامة لمثل هذه المواجهة. ووفقا لمحافل أمنية في إسرائيل: من الأفضل اتفاق جيد مع إيران يضمن وقف السلاح النووي في إيران ويوقف إنتاج السلاح الدقيق في لبنان لـ 15 سنة إلى الأمام، من مواجهة مسلحة تؤجل المشكلة لسنوات قليلة فقط.