الثلاثاء 16 أبريل 2024 الموافق 07 شوال 1445
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
جامعات

أبطال إيلات في ضيافة "عين شمس" احتفالاً بانتصارات أكتوبر

كشكول

احتفلت جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة بنصر السادس من أكتوبر، بعقد ندوة بعنوان  "ذكريات أكتوبر"، استضافت فيها بطل ملحمة ميناء إيلات اللواء بحري نبيل عبد الوهاب من رجال الضفادع البشرية بالقوات البحرية المصرية.

وكانت الندوة مزيجا بين استعادت الذكريات عن ملحمة إغراق ميناء  ايلات فخر القوات البحرية المصرية ، وأول العمليات التي خاضتها البحرية المصرية بعد حرب 67 19، وبين الاستدعاء لروح حرب 6 أكتوبر، وكان فى إستقباله الدكتور يسرى هاشم، رئيس الجامعة ولفيف من عمداء الكليات وأساتذة ومسئولى الجامعة.

وتذكر هاشم، في كلمته الروح التي  كانت تسود كل أفراد الشعب والضباط والجنود المصريين وهم يعبرون خط برليف ويحطمون أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر .

وقال هاشم، إن حرب أكتوبر لم تكن  مجرد حرب، كانت تحول جذري في الدولة المصرية  بكل جوانبها، وأن كل لحظة في حرب 6 أكتوبر عبارة عن درس يدرس، لكن الدرس الأكبر الذي كان السبب الرئيسي أن الدولة المصرية استعدت  للحرب بشكل لم يحدث في أي دولة من قبل.

وأكد رئيس الجامعة، حرص الجامعة علي استضافت أبطال معركة إيلات إيمانا بأن المصريين في الوقت الحالي يحتاجون لما يرفع روحهم المعنوية ويذكرهم بالبطولات التي ترسي عقيدة القدرة علي تخطي الصعاب.

وفى البداية روى اللواء ربان محمود عبد الوهاب، رجال الضفادع البشرية ، ذكريات النصر المحفورة بدماء زملائه فى الذاكرة، وقصة تدمير ميناء إيلات ومدمرتين إسرائيلتين فى رد على الإجرام الصهيونى أمام مدينة بورسعيد في 21 أكتوبر 1967 بعد 4 أشهر من نكسة 67 وهى التى حولتها المبدعة أنعام محمد على لفيلم يحمل اسم إيلات.

وقال البطل: أن أول عمل يوكل له من اللواء محمود فهمى قائد العمليات هو مهاجمة سفن العدو فى ميناء إيلات وتم اختيار المجموعة التى ستقوم بالعملية.. وهى عملية إيلات الأولى.. تدمير السفينتين "هيدروما وداليا" بناء على الكفاءة فى التدريب، وتم استدعاء كل ضابط من أفراد العملية لوحدة فى مقر المخابرات الحربية بحلمية الزيتون وتم تصويرهم وعمل جوازات سفر وهمية لسفرهم إلى الأردن، وتم السفر إلى الأردن وكتب فى بطاقتي مهنة "طالب" وتم تشديد المراقبة علي فى مطار الأردن حتى تم تخفيف التفتيش علي من المخابرات الخاصة بالمطار.

ويستكمل اللواء نبيل: "أفراد العملية لم يودعوا أهاليهم، وقامت المخابرات الحربية بتوصيل رسالة إلى الأهالي تخبرهم أننا فى مهمة تدريبية فى بور سعيد، ومن المصادفات أن كل أفراد المجموعة كانوا غير متزوجين باستثناء ضابط واحد وهو الذى ساهم فى عملية الحفار وتم السفر إلى الأردن على دفعتي".

ولم يعلم كل أفراد المجموعة أى خطوة يخطوها منذ وصوله إلى الأردن، ولكن كان كل شىء مرتب ومنسق حيث إنه تم استقبال كل فرد من أفراد المجموعة لوحده منفردًا فى المطار،  وتم توصيلنا إلى بيت مؤمن فى عمان، وكان قد سبقنا بعض الأشخاص من المخابرات الحربية بالأسلحة والألغام والقارب المطاطى التى تم توصيلها إلى العراق فى مطار اسمه ( أتش – تى) فى الحبانية قبل وصولنا إلى عمان بالأردن.

ويتذكر عبد الوهاب، كيف تم تهريب الأسلحة والمعدات من العراق إلى الأردن على أنها أسلحة خاصة بمنظمة فتح، وكانت منظمة فتح فى هذه الفترة لها قوة مسيطرة فى الأردن فكان من السهل أن تدخل الأسلحة والمعدات إلى الأردن باسم منظمة فتح.

وأول عملية تم فيها إغراق السفينتين التجاريتين داليا وهيدروما اللتين كانتا تستخدمهما إسرائيل للمجهود الحربى تم فى ليلة 15/16 نوفمبر1969م ..وكان قائد اللواء المرحوم رضا حلمى والمرحوم مصطفى طاهر أخبرا الضفادع أنه سيتم تنفيذ العملية ليلة تنفيذها التى هى المفترض أن تكون ليلة (9 نوفمبر 1969) وتم نزول الضفادع إلى نقطة على طريق الأردن السعودية عن طريق يسمى طريق المهربين، وكان معهم دليل يقودهم إلى الطريق واستخدموا هذا الطريق لأنه مجموعة الضفادع كانت تقوم بالعملية من وراء الأردن وأن المخابرات أو السلطات الأردنية لم تكن على علم بتنفيذ العملية أو حتى تعلم بنية المخابرات الحربية المصرية بتنفيذ العملية .

أضاف عبد الوهاب،: "لم يكن أحد من أفراد العملية يفكر أنه قد يمكن أن يموت أو لا يرجع بعد تنفيذ العملية وكان الهدف الوحيد والشىء الوحيد المسيطر على تفكير كل أفراد العملية هو نجاحها فقط حيث أن هذه العملية تعتبر أول عملية تقوم بها الضفادع البشرية فى الشرق الأوسط بأكمله".

وقام الدليل بقيادة الضفادع حتى نقطة الإنزال وتم تحرك الضفادع من نقطة الإنزال بقارب مطاطى إلى ميناء إيلات ليلة 9 نوفمبر، ومن المفارقات القدرية أنه عند وصول الضفادع إلى الميناء لم يجدوا السفن المراد تفجيرها فى ميناء إيلات، فقام القائد رضا حلمى قائد العمليات باحتواء الموقف وأخبر الضفادع أنه ليست هناك أى مشكلة وأخبر الضفادع أن نعتبر أنفسنا نقوم بتدريب وفى مهمة استطلاعية للميناء مع اختلاف المكان من ميناء أبو قير الإسكندرية إلى ميناء إيلات داخل إسرائيل التي كانت فى ذلك الوقت متفوقة إعلاميًا وتروج شائعات بأنها العدو الذى لا يقهر والجيش الذى له اليد الطولى حيث إنها قامت بعمليات فى العمق المصرى وأصابت مدنيين مثل مدرسة بحر البقر ومصنع أبو زعبل وغيرها وكانت تشيع أن الجندى الإسرائيلى هو جندى لا يقهر لكى تزرع الرهبة فى قلب المقاتل المصرى.

ويستكمل اللواء الربان نبيل عبد الوهاب: "نزلت مجموعة الضفادع إلى ميناء إيلات وتجولنا في الميناء وقمنا بالتدرب أيضا على العملية فى الليلة التى المفروض أن ننفذ فيها بالعملية (9 نوفمبر) ولم يرنا أحد إطلاقا داخل إيلات لدرجة أن هذه الواقعة أكدت للضفادع أن الجندى الإسرائيلى ولا حاجة، وأنه مفيش أى داعى لأى خوف من الأساس".

ومن المفارقات التى لا تصدق، أن مجموعة الضفادع كانت تتحرك بقارب مطاطي مملوء بمواد مشتعلة،  إلى جانب أسطوانات التنفس التى تحتوى على أكسجين صافى، بجانب 6 ألغام يحتوى كل لغم على 50 كجم، TNT التى سينفذون بها العملية.

وظهر فجأة فى الظلام الدامس لنش إسرائيلي يحمل فى مقدمته مدفع نص بوصة مسلط الكشاف الخاص به على مجموعة الضفادع، فقام المرحوم رضا حلمى قائد العملية بتحريك ذراع القارب الذى تحرك عن غير قصد فى مواجهة اللنش الإسرائيلى والشيء الذى لا يصدق أن اللنش الإسرائيلى أطفأ الأنوار  الخاصة به وهرب فى الظلام.

بعد هذه الواقعة والانتهاء  من الاستطلاع، تم رجوع مجموعة الضفادع إلى نقطة الإنزال، ومنها إلى القاهرة، ثم عادت مرة أخرى إلى إيلات وبعدها بأسبوع ليلة 15 نوفمبر لتنفيذ العملية من جديد.

وكانت هناك نقطة مراقبة مصرية بعلم السلطات الأردنية تقدر تشوف وتراقب السفن فى ميناء إيلات، وكان هناك اتفاق عند ظهور السفن فى الميناء تذيع الإذاعة المصرية في إذاعة صوت العرب أغنية بين شطيين ومية لمحمد قنديل، وفى حالة عدم ظهور السفن تذاع أغنية "غاب القمر يا ابن عمى" لشادية.. وكان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يتابع بنفسه الإذاعة.

وتم وصول أفراد المجموعة إلى نقطة الإنزال مرة أخرى فى يوم 15نوفمبر، وتم تجهيز القارب والألغام وكل المعدات والتف أبطال العملية حول الراديو، وانطلقت مجموعة العملية إلى إيلات لتنفيذ المهمة بعد إذاعة أغنية محمد قنديل.

ووصل أفراد العملية بعد سباحة 2 كم داخل ميناء إيلات مقسمين على 3 مجموعات.. مجموعتان لتلغيم السفينة هيدروما، ومجموعة لتلغيم السفينة داليا، وكل ضفدع كان يحمل لغم لوضعه فى مكان محدد فى السفينة المطلوب تدميرها، وقمت بوضع اللغم الخاص بي فى منتصف السفينة داليا أسفل غرفة الذخيرة، بينما قام رفيقي الرقيب فوزى البرقوقى بوضع اللغم الخاص به فى مؤخرة السفينة أسفل غرفة الماكينات.

وكان الشهيد الوحيد في هذه العملية زميلي الرقيب محمد فوزي البرقوقي، وقمت بسحب جثته وسبحت بها لمسافة 14 كم فى سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ البحرية فى العالم .

وقد حرصت على سحب جثة رفيقي الشهيد وعدم تركه للإسرائيليين لعرضه في التليفزيون متفاخرين بتمكنهم من قتله.. ورفيقي الشهيد الرقيب محمد فوزي البرقوقي كان يمكنه أن يتجنب الوفاة لو صعد للسطح ليستنشق الهواء و لكنه آثر استكمال الغطس كي لا تنكشف العملية وتفشل ضاربا أعلى مثل في التضحية والفداء.

وفي ختام الندوة قام الدكتور يسرى هاشم رئيس الجامعة، بتكريم اللواء نبيل عبد الوهاب وتسليمه درع جامعة هليوبوليس