المخاطر التي تهدد المياه الفلسطينية

جانب من البحيرة

undefined
تجمعت عوامل عديدة لتشكل مخاطر على المياه في فلسطين، من بينها الاستهلاك المفرط بسبب قلة الموارد المائية الفلسطينية، مما أدى إلى استنزاف المخزون الجوفي المتاح. إلا أن أهم هذه المخاطر يتمثل في الإجراءات الإسرائيلية المختلفة.

الاستهلاك الفلسطيني
حددت إسرائيل الاستهلاك الفلسطيني للمياه من خلال العديد من الإجراءات، إذ وضعت سقفاً لكمية المياه المستخرجة من الآبار الفلسطينية بحيث لا تزيد عن 100 متر مكعب في الساعة، ومنعت الفلسطينيين من حفر آبار جديدة بعد مصادرتها للآبار القديمة  والأراضي التي بنت عليها المستوطنات. وفي حالة الموافقة على حفر آبار للفلسطينيين فإنها تلزمهم بأن لا يزيد عمقها عن 140 مترا. وتحرم إسرائيل الفلسطينيين من استخدام مياه نهر الأردن، كما تعرقل إمدادات المياه إلى البلديات الفلسطينية.

تناقص المياه في فلسطين
 


حددت إسرائيل
سقفا لكمية لمياه المستخدمة من الآبار الفلسطينية بحيث لا تزيد عن 100 م3، ومنعت الفلسطينيين من حفر آبار جديدة
بعد مصادرتها
للآبار القديمة

أدت مجموعة من العوامل إلى تناقص المياه في فلسطين، ويمكن تلخيصها في التالي:
   – الاستعمال الإسرائيلي المفرط.
   – زيادة النمو السكاني بمعدل 3,5% سنوياً.
   – تذبذب كميات مياه الأمطار من سنة لأخرى.
   – الاستهلاك غير المتوازن.

آثار الاحتلال الإسرائيلي على المياه في فلسطين
أثر الاحتلال الإسرائيلي منذ 1967 على مياه فلسطين، وذلك في جوانب أربعة هي:
    – مصادر المياه
    – استهلاك المياه
    – تناقص المياه
    – تلوث المياه

و
undefinedاتجهت إسرائيل منذ بداية الاحتلال إلى السيطرة على مصادر المياه في الأراضي الفلسطينية، واتخذت العديد من القرارات التي تنص على ملكيتها للمياه في فلسطين، منها القرار الصادر بتاريخ 7/6/1997 والذي ينص على أن "كافة المياه الموجودة في الأراضي التي تم احتلالها مجدداً هي ملك لدولة إسرائيل". وجاء في قرار آخر صدر في 15/8/1967 "منح كامل الصلاحية بالسيطرة على كافة المسائل المتعلقة بالمياه المعنية من قبل المحاكم الإسرائيلية".

وتبع هذه القرارات مجموعة من الإجراءات العملية لبسط السيطرة الإسرائيلية على مصادر المياه منها:
   – مصادرة الآبار الفلسطينية لصالح المستوطنات الإسرائيلية.
   – تحديد مجرى نهر الأردن.
   – سحب كميات كبيرة من المياه الفلسطينية من خلال حفر الآبار داخل المستوطنات الإسرائيلية (50 بئراً في الضفة الغربية، و43 في قطاع غزة، و26 على طول خط الهدنة بين إسرائيل وقطاع غزة).
   – حجز مياه الأودية عن الوصول إلى المناطق الفلسطينية مثلما هو الحال في قطاع غزة.
   – نقل المياه من المناطق الفلسطينية إلى المدن داخل إسرائيل.
   – بناء المستوطنات الإسرائيلية فوق مصادر المياه الفلسطينية، ففي الضفة الغربية مثلا تم بناء 70% من المستوطنات على حوض الخزان الشرقي.

2- المخاطر الإسرائيلية على استهلاك المياه
تستهلك إسرائيل المياه الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بإفراط دون مراعاة للتوازن المائي بين التغذية السنوية والاستهلاك السنوي، كما تستخدم إسرائيل 85% من المياه في الخزان الجوفي في الضفة الغربية، وهو ما يعادل 483 مليون متر مكعب إضافة إلى 10 ملايين أخرى من مياه قطاع غزة. وتغطي هذه الكميات 25% من احتياجات إسرائيل المائية.

3- تناقص المياه في فلسطين بسبب الاستهلاك الإسرائيلي
أدى الاستهلاك الإسرائيلي المفرط للمياه الفلسطينية إلى تعرضها لتناقص حاد واختلال بين كمية التغذية للخزان الجوفي السنوية والاستعمال اليومي. 

أولا- تناقص المياه في قطاع غزة
   – تناقصت مياه المخزون الجوفي في القطاع إلى 800 مليون متر مكعب سنة 1995، بعد أن كان المخزون يبلغ 1200 مليون متر مكعب سنة 1975.
   – يتوقع أن تنضب مياه الخزان الجوفي في قطاع غزة سنة 2010.
   – انعدام التوازن المائي بسبب زيادة كمية المياه المضخة من الخزان الجوفي التي تصل إلى 130 مليون متر مكعب، في مقابل 80 مليونا هي كمية مياه التغذية السنوية، ويصل معدل التناقص السنوي إلى 2,5%. 
    – قدرت كمية الاستهلاك المنزلي والصناعي في غزة بـ 47 مليون متر مكعب سنوياً، وتشير التوقعات إلى أن الكمية المستهلكة من المياه ستزداد إلى 200 مليون سنوياً مع حلول عام 2010.

ثانيا- تناقص المياه في الضفة الغربية
بالرغم من وجود فائض مائي سنوي في الضفة الغربية يصل إلى 300 مليون متر مكعب سنوياً، فإن من المتوقع أن ترتفع الزيادة في الاستهلاك السنوي للمياه من 46 مليون متر مكعب عام 1995 إلى 187 مليونا عام 2010 بمعدل زيادة يصل إلى أكثر من 200%، والسبب في ذلك راجع إلى الزيادة المتوقعة لعدد السكان.

 مقارنة بين الاستهلاك الفلسطيني والإسرائيلي للمياه

الموضوع

إسرائيل

فلسطين

النسبة

 عدد السكان (بالمليون نسمة)

5,7

2,9

1:1,96

 الاستهلاك البشري
(متر مكعب/ سنة)

571

91

1:6,3

 نصيب الفرد من مياه الشرب
(متر مكعب/ سنة)

101

30

1:3,36

 الاستهلاك الزراعي
(متر مكعب/ سنة)

1252

171

1:7,3

 الأراضي المزروعة (دونم)

مليونان

211 ألفا

1:9,47

 نصيب الفرد من الأراضي المزروعة (دونم)

350

68

1:5,15

 الاستهلاك الصناعي
(متر مكعب/ سنة)

136

5

1:27

 إجمالي نصيب الفرد
(متر مكعب/ سنة)

344

93

1:3,7

4- تلوث المياه في فلسطين
توصف المياه بالملوثة إذا وجدت ملوثات بدرجة تعيق استعمال هذه المياه للأغراض المختلفة كالشرب والري. ويمكن لكل متر مكعب ملوث من المياه أن يلوث من 40 – 60 مترا مكعبا من المياه النقية. ومن أهم أسباب تلوث المياه ما يلي:
   – مسببات العدوى بسبب تصريف مياه المجاري، والمخلفات الزراعية والحيوانية.
   – المنظفات.
   – المواد المستهلكة للأوكسجين.
   – النفط ومشتقاته.
   – المواد الكيميائية.
   – المواد المشعة.
   – المعادن الثقيلة.

وتتمثل أهم مظاهر التلوث في المياه الفلسطينية في:
   – زيادة نسبة الأملاح
   – زيادة نسبة النترات

أولا- تلوث المياه في الضفة الغربية
أ- مياه نهر الأردن:
وصلت نسبة الأملاح في مياه نهر الأردن إلى خمسة آلاف جزء في المليون، بعد أن كانت لا تتعدى 600 جزء عام 1925. وزادت نسبة الكلورايد إلى 1365 ملغراما في اللتر في منطقة أريحا خلال السنوات العشرين الماضية بعد أن كانت 24 ملغراما.

ب- المياه الجوفية:
أدى الضخ الإسرائيلي للمياه الجوفية بطريقة مفرطة إلى تزايد نسبة الملوحة في الخزان الجوفي، مثل تسرب مياه نظام السينومائي الأعلى – التوروني العالي الملوحة إلى مناطق وجود المياه العذبة. وأشارت الدراسات إلى زيادة نسبة الملوحة عن الموصى بها دولياً (50 ملغراما في اللتر) في 27,2% من مياه الضفة الغربية. كما أن النترات تلوث العديد من مصادر المياه، ففي طولكرم لا تتعدى نسبة المياه الناجية من التلوث بالنترات 27%، في حين تنخفض النسبة في قلقيلية إلى 23%. وترتفع معدلات النترات على 50 ملغراما في اللتر في 14% من مياه الآبار. وفي النهاية تصل نسبة المياه الملوثة بالطبقات القلوية إلى 85%.

ثانيا- تلوث المياه في قطاع غزة


أدى الضـخ
الإسرائيلي للمياه الجوفية بطريقة مفرطـة إلـى
تزايد الملوحة في الخزان الجوفي، وأشارت الدراسات إلى زيادة الملوحة عن الموصى بها دولياً

تعد مشكلة التلوث المائي في قطاع غزة أكبر من مثيلتها في الضفة الغربية، وتتلخص في النقاط التالية:
   – وصلت كمية الكلورايد في بعض المناطق إلى 1500 ملغرام في اللتر.
   – لا تتعدى المناطق التي تستخرج منها مياه ذات معدلات كلورايد منخفضة (250 ملغراما في اللتر) عن 45 كيلو مترا مربعا في المناطق الشمالية، وعن 35 كيلو مترا مربعا في المناطق الجنوبية.
   – حسب تقسيم لانجوت فإن مياه قطاع غزة تصنف في نوعية المياه القلوية، مع ارتفاع عالٍ في كمية الكلورايد.
   – 85% من مياه الآبار في قطاع غزة غير صالحة للشرب بسبب المكونات القلوية.
   – زيادة نسبة الأملاح في المناطق الجنوبية الشرقية وأجزاء من المنطقة الوسطى لتصل إلى ألف ملغرام في اللتر.
   – زيادة نسبة النترات عشرات المرات على الموصى بها دولياً.

مواقع ذات علاقة
البنك الوطني الفلسطيني للمعلومات
Water and Conflict in the Middle East – the Jordan River Basin
_________
المصادر
1- البنك الوطني الفلسطيني للمعلومات
2- مجلة معلومات دولية، السنة السادسة، العدد 56، ربيع 1998، دمشق، سوريا.
3- Core Issues of the Palestinian-Israeli Water Dispute
4- Water Ater Resources of The Occupied Palestinian Territory
5- The Water Conflicts in the Middle East from a Palestinian Perspective

المصدر : الجزيرة