باباجان يرد على كليتشدار أوغلو: «طاولة الستة» لم تحدد مرشحاً للرئاسة بعد

بدأت أحزاب المعارضة المنضوية تحت ما يعرف بـ«طاولة الستة» التحضير للجولة الجديدة من اجتماعاتها التي ستنطلق في 2 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل بلقاءات ثنائية وزيارات متبادلة.
وأطلق زعيم المعارضة، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب الطاولة، كمال كليتشدار أوغلو، الذي أظهر عزما قويا على الترشح لانتخابات الرئاسة المقررة في 18 يونيو (حزيران) 2023 منافسا للرئيس رجب طيب إردوغان، حملته مبدئيا من خلال دعوة أطلقها في مؤتمر لحزبه في إزمير غرب البلاد، السبت الماضي، طالب فيها من يؤيدونه بإظهار موقفهم.
وزار كليتشدار أوغلو رئيس حزب الديمقراطية والتقدم، على باباجان، مساء أول من أمس الاثنين، ثم رئيس الحزب الديمقراطي جولتكين أويصال، أمس الثلاثاء، قبل الجولة الثانية لاجتماعات طاولة الستة التي سيستضيفها حزب الشعب الجمهوري اعتبارا من 2 أكتوبر. وأعطى باباجان عقب اللقاء مع كليتشدار أوغلو رسالة مفادها أن طاولة الستة لم تحدد مرشحها للرئاسة، بعد أن اتفقت في ختام الجولة الأولى من الاجتماعات الشهر الماضي على الدفع بمرشح واحد توافقي، وأن دعوة كليتشدار أوغلو لمن يؤيدونه لتحديد موقفهم والتي أطلقها تحت شعار: «هل أنت معي؟» تم النظر إليها على أنها رسالة إلى حزبه، فهذه المسألة ليست على جدول أعمال طاولة الستة، ولن يحدث ذلك حتى يقترب موعد الانتخابات.
وقال باباجان، ردا على أسئلة الصحافيين: «إنه نهج استشاري... في النظام الحالي (النظام الرئاسي)، كل شيء يسير بتوقيع واحد فقط... نحن ذاهبون إلى انتخابات من غير المرجح أن ينجح فيها حزب واحد، لن يحصل مرشح لحزب واحد على نسبة 50 في المائة 1، لهذا السبب نهدف إلى مرشح مشترك».
أضاف باباجان: «في الواقع لم يتم انتخاب السيد إردوغان بمفرده في عام 2018. كان مجبرا على التحالف مع حزب الحركة القومية، ولم يكن ليفوز في الجولة الأولى لولا دعم الحركة القومية... وإذا لم يقم بتضمين نواب حزب الحركة القومية في تحالف الشعب، لم يكن حزب العدالة والتنمية الحاكم ليتمتع بالأغلبية في البرلمان. نحن بحاجة إلى أن نكون قادرين على التحدث بكلمات ملموسة إلى المواطنين. إنها عملية حرجة للغاية، لأنه، وفقا للنظام الدستوري الحالي وروح النظام البرلماني، سنشهد فترة انتقالية يجب أن نحكم فيها البلاد قبل التحول من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني المعزز، ونفضل أن يعلن المرشح المشترك نفسه عن خريطة الطريق للعملية الانتقالية... نعتقد أن فرصنا في النجاح ستزداد بهذه الطريقة، ونقول الآن إن وتيرة العمل يجب أن ترتفع وعلينا أن نواجه مواطنينا بنتائج أكثر واقعية». ووسط استمرار الجدل على المرشح المحتمل لما يعرف بـ«طاولة الستة»، وهي الإطار الذي يضم 6 من أحزاب المعارضة (الشعب الجمهوري برئاسة كليتشدار أوغلو، الجيد برئاسة ميرال أكشنار، الديمقراطية والتقدم برئاسة على باباجان، المستقبل برئاسة أحمد داود أوغلو، السعادة برئاسة تمل كارمولا أوغلو والديمقراطي برئاسة جولتكين أويصال) طالب كليتشدار أوغلو بإعلان الدعم من جانب من يدعمه للترشح للرئاسة.
وجاء الرد مباشرة على دعوة كليتشدار أوغلو من جانب رئيسي بلديتي أنقرة منصور ياواش وإسطنبول أكرم إمام أوغلو، اللذين تردد أن قطاعات داخل حزب الشعب الجمهوري، الذي ينتميان إليه تستجيب لهما. فكتب إمام أوغلو على «تويتر»: «أنا بجانب رئيسنا تحت كل الظروف»، وكتب ياواش: «أنا بجانبك في كل وقت من أجل غد عادل ومستقبل هادئ».
كما رد حزب الشعوب الديمقراطية، المؤيد للأكراد والذي يعد ثاني أكبر أحزاب المعارضة بالبرلمان، على نداء كليتشدار أوغلو. ونشر القيادي بالحزب نائبه عن ولاية شرناق جنوب شرق البلاد بنشر صورة للأول مع تعليق يقول: «نحن معك من أجل العدل».
واستغل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عدم إعلان طاولة الستة عن مرشحها حتى الآن ليروج لفكرة أن هناك خلافات داخل الشعب الجمهوري وطاولة الستة بشأن المرشح التوافقي، لكن دعوة كليتشدار أوغلو لتحديد الموالين له والردود التي تلقاها سحبت هذه الورقة من يد إردوغان، بحسب مراقبين. وسبق أن أعلن حزب الشعب الجمهوري أن رئيسه سيكون مرشحه للرئاسة، لكن تقارير أشارت إلى أن هناك خلافات داخل الحزب بشأن ترشيح كليتشدار أوغلو أو إمام أوغلو أو ياواش. وبالنسبة لطاولة الستة فلا يزال يقال إن ميرال أكشنار رئيس حزب الجيد المتحالف مع الشعب الجمهوري ضمن «تحالف الأمة» هي من ستضع النقطة الأخيرة بالنسبة للمرشح التوافقي، فعلى الرغم من أنها حسمت مسألة عدم خوضها الانتخابات الرئاسية فيتردد أنها لا تميل إلى ترشح كليتشدار أوغلو وتفضل منصور ياواش أو إمام أوغلو.

قصة أسبوع مظلم
في غضون ذلك، أصدرت نائبة رئيس حزب الشعب الجمهوري، النائب عن مدينة إسطنبول غمزة أككوش إيلجزدي، كتابا تحت عنوان «قصة أسبوع مظلم ينير مستقبل تركيا» حول تجربة كليتشدار أوغلو وزوجته العيش في الظلام بلا كهرباء لمدة أسبوع كامل بعدما أعلن في فبراير (شباط) الماضي أنه لن يدفع فواتير الكهرباء التي زادت بشكل غير معقول تضامنا مع الفقراء الذين يتم قطع التيار عنهم بسبب عجزهم عن سداد الفواتير الباهظة.
وتم قطع الكهرباء عن منزل زعيم المعارضة في 21 أبريل (نيسان) الماضي، وظل وزوجته «سلوى» يعيشان على أضواء الشموع والمصابيح الزيتية لمدة أسبوع تضامنا مع 3.5 مليون أسرة قطعت شركات الكهرباء التيار عنهم.
وذكرت إيلجزدي في كتابها، الذي وزع على فروع حزب الشعب الجمهوري في ولايات تركيا الإحدى والثمانين وعلى المكتبات في أنحاء البلاد، أنه بينما تبلغ فاتورة استهلاك الكهرباء في قصر الرئاسة المكون من 1150 غرفة، والواقع في منطقة بيش تبه، في العاصمة أنقرة، 100 ألف ليرة يوميا يعيش 17 مليون تركي في الظلام لعدم قدرتهم على دفع فواتير الكهرباء التي بلغت نسبة الزيادة المطبقة عليها 400 بالمائة منذ بداية العام الحالي، إلى جانب أن هناك 2.1 مليون أسرة لا تتمكن دفع الفواتير من دون دعم من الدولة، بعد أن أصبحت شركات الكهرباء مركزة في يد عصابة من 5 أفراد، على حد قولها.
أضافت أن كليتشدار أوغلو، بمقاومته قطع التيار الكهربائي بسبب عدم دفع الفواتير، أصبح صوت عائلات وأطفال البلاد الذين تركوا في الظلام، ووضع يده تحت الحجر. وقال إنه عندما يكون أحدنا في الظلام فلا أحد منا في النور، وجلس في الظلام مع زوجته لمدة أسبوع.
وقالت إيلجزدي، في تصريحات: «لقد أصدرنا كتابا عن هذا العمل الذي قام به رئيسنا المحترم (رئيس الحزب كمال كليتشدار أوغلو)، والذي تردد صداه في جميع أنحاء العالم، من أجل تدوينه في التاريخ... أردنا ألا ينسى أحد ما حدث وهذا الاضطهاد الذي يتعرض له مواطنونا بسلطة الحكومة».
وفي مقدمة الكتاب، التي كتبها كليتشدار أوغلو، قال: «لقد اتخذت أنا وزوجتي قرارا مشتركا للاحتجاج على اللامبالاة تجاه مواطنينا من قبل السلطة السياسية، التي فضلت تطبيق رأسمالية وحشية لصالح المقاولين، وتركت جانباً هوية الدولة الاجتماعية، وهي التزام دستوري، ولم ندفع فاتورة الكهرباء، ونتيجة لهذا الاحتجاج، انقطعت الكهرباء عن منزلنا في 21 أبريل 2022، ظللنا في الظلام لمدة أسبوع، حاولنا أن نكون المتحدثين باسم شكاوى الملايين من مواطنينا في ما يتعلق بفواتير الكهرباء... ساعد هذا الاحتجاج على رفع الوعي نيابة عن الملايين من مواطنينا، والتحدث عن المشكلة التي تحولت إلى غرغرينا اجتماعية... في بيئة نقاش عقلانية في جميع شرائح المجتمع، بمعنى ما، زاد هذا أيضاً من تضامننا الاجتماعي».