رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
أخي القارئ الكريم، هل جربت الخلوة مع نفسك؟ هل تعرف أهميتها ونتائجها، فالخلوة ليست كالعزلة، إنما هي أخص، وهي نوع مع الاعتكاف مع النفس، ولحظات ثمينة مع الذات النقية. فعندما تجلس مع نفسك، فإن الحياة تتوقف، لتبوح بحكمتها "كما قال مصطفى محمود"، فخلالها شعور بتوقف الزمن من حولك.
إنه شعور تحت هالة الحق، ووقفة اعتراف ومراجعة الحسابات، وحيث لا يجوز الكذب والخداع والتزييف مع النفس، ستشعر بلحظات صادقة حينما يبدأ ذلك الحديث السري مع الروح, ذلك الحوار الداخلي, تلك المكالمة الانفرادية حيث يصغى الواحد إلى نفسه دون أن يخشى أذناً أخرى تتلصص عليه، إنها حالة إفشاء وإفضاء واعتراف عما جرى بالماضي، وما ستخطط له بالمستقبل، فإن عملتها مرة، ستكون تلك الدقائق بقيمة العمر كله.
يقول علماء النفس، إن من فوائد الخلوة مع النفس الشعور بالراحة وإعادة شحن طاقتك، فتمنحك الفرصة لتهدئة أعصابك والابتعاد عن ضغوط الحياة، واستعادة الوضوح والتركيز، سواء كان ذلك بالحصول على حمام دافئ أو ممارسة التأمل والاستمتاع باللحظات القليلة التي تجلس فيها مع نفسك، ومن فوائدها أيضاً تعزيز الإبداع، فالانفراد بالنفس هو العنصر الحاسم لاستثارة طاقتك الإبداعية، وقيل أيضاً إن الخلوة بالنفس تمنحك الشعور بالحرية من أي قيود، سواء كان الاهتمام بأبنائك أو تلبية طلباتك زوجك أو إجبار نفسك على التفاعل مع الأشخاص المحيطين، ففي خلوتك تستطيع القيام بالأشياء وفقاً لشروطك أنت، مما يساعدك على تحسين الحالة المزاجية وخلق التوازن الذي يجعلك تشعر بالسيطرة على حياتك، فلتحاول أن تأخذ موعداً مع نفسك وتختلي بها، ولا ننسى أن أجمل خلوة وأفضلها، الخلوة مع الله والناس نيام.
جميع ما أقدمت عليه إسرائيل في قطاع غزة، منذ عملية طوفان الأقصى المجيدة، من ارتكاب مجازر وحشية غير... اقرأ المزيد
228
| 10 يونيو 2024
رأيتها نائمة مثل الملاك وكأنها تغفو على سحب بيضاء وظننت أنها سوف تستيقظ بعد قليل تبحث عن أمها... اقرأ المزيد
96
| 10 يونيو 2024
الامتنان والامتداح واختيار الكلمات الطيبة، هي سلوكيات قياسية مرغوبة تقدم باحترام وسعادة بعد الانتهاء من الإنجاز والمهام مباشرة... اقرأ المزيد
57
| 10 يونيو 2024
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
لا يخلو ذو عقلٍ من التفكر والتدبر والاستنباط قبل اتخاذ أي قرار أو استنتاج أي نتيجة، تلك نعمة فضَّل الله بها الإنسان على سائر المخلوقات، إلا أن مستويات التفكير وظروفه متعددة ومتباينة بين الناس، وبغض النظر عن تباين الاهتمامات من فرد لآخر، فإن البعض لديه فرط تفكير وهو ما يعرف بانشغال العقل بالتفكير بطريقة مبالغ فيها لدرجةٍ مَرَضِيَّةٍ قد تؤثر على نمط حياته أو تعيقه عن اتخاذ القرار في الوقت المناسب، وذلك ليس بأقل سوء ممن يستعجل في اتخاذ القرار قبل دراسته بشكل جيد، فعواقب كلاهما قد تكون سلبية، لذا يجب أن يُبعد هؤلاء عن منصة اتخاذ القرار. وهناك مستوى آخر من مستويات التفكير يستغرق من خلاله الفرد في مشاهدة التفاصيل وتحليلها وخصوصًا تلك التي لها ارتباط بسابق خبرته، تلك التفاصيل تستهويه لأنها تذكره بالماضي أو لأنه لا يتقن سوى التعامل معها، في حين أنه بحاجة للرجوع إلى الوراء قليلًا حتى يرى الصورة كاملةً فيُدرك ما تعنيه تلك الجزئية التي انشغل بها عن المشهد الكبير، وما إذا كانت تستحق كل ذلك الوقت والاهتمام أم لا، كل ذلك ينسب لضيق الأفق وتواضع الإمكانات وضحالة التفكير، وأي قرار يتخذ عبر هذا النمط سيكون إما منحازًا أو غير موضوعي. أما عن ظروف التفكير فلا تخلو من ثلاثة، إما في الماضي أو الحاضر أو في المستقبل، والإنسان بحاجة لها جميعًا ولكن بمعدلات متباينة، فليس من الحكمة أن نعطي كل الوقت للتفكير في الماضي على حساب الحاضر والمستقبل والعكس صحيح، وأهم تلك الظروف على الإطلاق هو الظرف الحاضر، فهو بالرغم من هيمنته على قرارات اللحظة التي نعيشها، إلا أنه يستفيد أيضًا من دروس الماضي لرسم ملامح المستقبل، فعلينا أن نتفاعل مع الحاضر بطريقة ملائمة كي يضمن لنا مستقبلا أفضل، فاختياراتنا اليوم هي من سيحدد مصيرنا في الغد. أما الظرف الماضي فقد انقضى بخيره وشره وأصبح في سجلات التاريخ وخارجا عن سيطرتنا، لكننا بحاجة ماسة لاستخلاص الدروس والعبر حتى تساعدنا في إدارة شؤون حاضرنا والتخطيط لمستقبلنا، فنحن بحاجة لأن نسترق النظر إلى تلك الصفحة من سجل الماضي التي تحاكي ما نقوم به في الحاضر كي ننتفع بدروسها فنتجنب الأخطاء ونفعل الأشياء الصحيحة، لا أن نستغرق في تصفح سجل الماضي دون حاجة كما نفعل مع تطبيقات التواصل الاجتماعي فنهدر طاقاتنا على شيء لم يعد تحت سيطرتنا. وختامًا علينا أن نتعامل مع الماضي كما نتعامل مع المرآة الخلفية للمركبة، نسترق النظر كي نتأكد فقط من حركة المرور خلفنا ثم نعيد النظر للأمام كي ندير حاضرنا ومستقبلنا بوعي تام.
1098
| 05 يونيو 2024
الرفق هو التلطف في الأمور، والبعد عن العنف والشدة والغلظة، وهو لين الجانب في أخذ الأمر بأحسن الوجوه وأيسرها. وهو رأس الحكمة، ودليل كمال العقل، وقوّة الشخصية، والقدرة القادرة على ضبط التصرّفات والإرادات واعتدال النظر، ومظهر عجيب من مظاهر الرشد، بل هو ثمرة كبرى من ثمار التدين الصحيح. فيه سلامة العرض، وصفاء الصدر، وراحة البدن، واستجلاب الفوائد، وجميل العوائد، ووسيلة التواصل، والتواد، وبلوغ المراد. قال تعالى: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ، وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ، فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ، فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ، إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران: 159). وعن عائشة، رضي الله عنها، أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال لها: (يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف،، وما لا يُعطي على ما سِواه). وقال عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه: (أحب الأمور إلىّ الله ثلاثة: العفو في القدرة، والقصد في الجدة، والرفق في العبادة، وما رَفَق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة). ومن صور الرفق: أولًا: الرفق بالنفس في أداء ما فُرض عليه: فالمسلم لا يحمل نفسه من العبادة ما لا تطيقه؛ فالإسلام دين يسر وسهولة؛ قال صلى الله عليه وسلم: (إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة، والروحة، وشيء من الدلجة). ثانيًا: الرفق مع الناس عامة: ويكون بلين الجانب وعدم الغلظة والجفاء، والتعامل بالسماحة واللطف؛ قال، صلى الله عليه وسلم: (وكونوا عباد الله إخوانًا). ثالثًا: الرفق بالرعية: الراعي سواء كان حاكمًا أو رئيسًا أو مسؤولًا، عليه أن يرفق برعيته، فيقضي حاجتهم، ويؤدي مصالحهم برفق؛ قال، صلى الله عليه وسلم: (إن شر الرعاء الحطمة). رابعًا: الرفق في الدعوة والنصح والموعظة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: قال سفيان الثوري: (لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر إلا من كان فيه ثلاث خصال: رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى، عدل بما يأمر عدل بما ينهى، عالم بما يأمر، عالم بما ينهى). خامسًا: الرفق بالمستفتي: قال النووي في آداب الفتوى: (إذا كان المستفتي بعيد الفهم فليرفق به، ويصبر على تفهم سؤاله، وتفهيم جوابه؛ فإن ثوابه جزيل). سادسًا: الرفق بالخادم والمملوك: عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول لله، صلى الله عليه وسلم: (للمملوك طعامه وكسوته، ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق). سابعًا: الرفق في طلب الحقوق ودفعها: عن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: (رحم الله رجلا سمحًا إذا قضى، وإذا اقتضى). ثامنًا: الرفق بالغريم: فعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، صوت خصوم بالباب عالية أصواتهما، وإذا أحدهما يستوضع الآخر، ويسترفقه في شيء، وهو يقول: والله لا أفعل، فخرج عليهما رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فقال: أين المتألي على الله لا يفعل المعروف؟! فقال: أنا يا رسول الله، وله أي ذلك أحب. تاسعًا: الرفق بالميت: قال عطاء: (حضرنا مع ابن عباس، رضي الله عنهما، جنازة ميمونة بسرف، فقال ابن عباس: هذه زوجة النبي صلى الله عليه وسلم: فإذا رفعتم نعشها فلا تزعزعوها، ولا تزلزلوها، وارفقوا...). عاشرًا: الرفق بالحيوان: فمن الرفق بالحيوان أن تدفع عنه أنواع الأذى، كالعطش، والجوع، والمرض، والحمل الثقيل، وهذا من عظمة الإسلام، وتميزه على الأديان، والملل الأخرى. ومن ثمّ الرفق في الحقيقة هو الطريق لنيل كل محبوب، ودفع كل مكروه، فارفقوا في حياتكم تنالوا رضا ربكم.
1083
| 03 يونيو 2024
تتسم العلاقات بين دولة قطر وأوكرانيا وهي تكمل عامها الحادي والثلاثين منذ تأسيسها عام 1993، بالقوة والتطور خصوصا خلال السنوات الأخيرة بفضل الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين وتكثيف التنسيق والتشاور حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية والشؤون الاقتصادية، والاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين الطرفين، والتي أرست أساسا صلبا لقيام شراكات متنوعة في العديد من المجالات، فضلا عن نمو وزيادة التبادل التجاري بين البلدين. وفي هذا السياق، جاء استقبال حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، بمكتبه في قصر لوسيل أمس، فخامة الرئيس فولوديمير زيلينسكي رئيس أوكرانيا، حيث جرى، خلال المقابلة، استعراض آخر تطورات الأوضاع في أوكرانيا، لا سيما مساعي وجهود المجتمع الدولي لوقف القتال وحماية المدنيين، والإبقاء على كافة قنوات الاتصال مفتوحة لحل الأزمة بالحوار والطرق الدبلوماسية، بالإضافة إلى تناول العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تعزيزها. لقد تلقى صاحب السمو، خلال المقابلة، الشكر من فخامة الرئيس الأوكراني، على جهود دولة قطر من أجل لم شمل الأطفال الأوكرانيين مع عائلاتهم في أوكرانيا، ضمن وساطتها المستمرة الهادفة إلى لم شمل الأسر المشتتة بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية، وهي بادرة تعكس مدى امتنان كييف لجهود الدوحة التي نجحت خلال الأشهر الماضية في تنظيم أربع عمليات لم شمل أطفال أوكرانيين مع عائلاتهم في أوكرانيا، وذلك في إطار جهود الوساطة المستمرة التي تبذلها للم شمل الأسر التي تفرقت بسبب النزاع الروسي الأوكراني. إن زيارة الرئيس زيلينسكي للدوحة، تعكس كذلك تقديره للدور الفاعل الذي تلعبه دولة قطر في تنظيم قمة السلام الأوكرانية المزمع عقدها في سويسرا منتصف يونيو الحالي، وهو دور يأتي امتدادا لمواقف قطر الثابتة والمؤيدة لإقرار السلام والاستقرار في أوكرانيا.
1041
| 06 يونيو 2024