مستوطنة أبو غنيم تسمّن القدس وتخنق بيت لحم

الجزيرة نت / العمل متواصل لانشاء وحدات سكنية جديدة شرق أبو غنيم

 العمل متواصل لإنشاء وحدات سكنية جديدة شرق أبو غنيم (الجزيرة نت)


عوض الرجوب-الضفة الغربية
 
تزامنا مع استئناف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية واستمرار اللقاءات بين الجانبين، صعدت سلطات الاحتلال الإسرائيلية من وتيرة الاستيطان في الضفة الغربية، خاصة في جبل أبو غنيم بين مدينتي بيت لحم والقدس وسط الضفة الغربية.
 
ويقع جبل أبو غنيم على أراضي مواطني بيت لحم والقدس، ويسمى إسرائيليا بـ"حي هارحوما" ويتبع مدينة القدس، ولأهداف استيطانية صادرت سلطات الاحتلال مئات الدونمات في محيط أبو غنيم وباتت تفصلها عن مدينة بيت لحم بجدار عازل.
 
توسيع متواصل
يؤكد التقرير السنوي لمركز الأبحاث التطبيقية -أريج- في القدس أن مستوطنة أبو غنيم وحدها شهدت في الأشهر الأخيرة من العام 2007 أعمالا توسعية سريعة، شملت إضافة مئات من الوحدات السكنية الجديدة للمستوطنة من الجهة الجنوبية لها، ما أسهم كثيرا في زيادة حجمها. وهذا يؤكده إعلان سلطات الاحتلال بعد مؤتمر أنابوليس عن بناء 300 وحدة سكنية جديدة.
 
واستبق المستوطنون الاثنين زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش المقررة الأربعاء القادم بالإعلان عن حي استيطاني جديد قرب أبو غنيم على مساحة 20 دونما زعموا شراءها من فلسطيني، وفق ما ذكرته صحيفة معاريف الإسرائيلية.
 
وفي السياق أكد تقرير آخر لصحيفة هآرتس إقامة أكثر من 100 موقع استيطاني في الضفة الغربية، بعد ثلاث سنوات عن نشر تقرير ساسون الذي انتقد الاستيطان في الضفة الغربية.
 
حاضرة القدس

 مساحة منطقة أبو غنيم لا تقل عن 500 دونم
 مساحة منطقة أبو غنيم لا تقل عن 500 دونم

وفي تفسيره للتركيز الإسرائيلي على جبل أبو غنيم أوضح خبير الاستيطان عضو اللجنة العامة للدفاع عن الأراضي عبد الهادي حنتش أن الأمر يتعلق بقضايا ديمغرافية وأمنية وسياسية مختلفة.

 
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن سياسة الاستيطان في هذه المنطقة ترتبط بما تسميه إسرائيل "حاضرة القدس" والقدس الكبرى وخطط وضع الحدود النهائية للمدينة بضم مناطق واسعة من أراضي الفلسطينيين في جميع الاتجاهات.
 
وأشار إلى أن حدود المدينة وفق الرؤية الإسرائيلية تمتد من بلدة بيت مر قضاء الخليل جنوبا وحتى مدينة رام الله شمالا، ومن مدينتي اللد والرملة غربا حتى البحر الميت شرقا، وبالتالي أي توسيع سيكون في هذه المناطق وبمساحة لا تقل عن 100 ميل مربع (260 كلم مربعا).
 
وقال حنتش إن التركيز على أبو غنيم يأتي ضمن الخطة الإسرائيلية بالبناء في أقرب نقطة للأراضي الفلسطينية حتى لا يكون هناك توسع فلسطيني، وبالتالي يتم استغلال الأراضي غير الكثيفة سكانيا لخنق التجمعات الفلسطينية.
 
وبين الخبير أن التوسع الاستيطاني في أبو غنيم الذي تزيد مساحته على 500 دونم يهدف إلى منع أي توسع سكاني حيث تم بالفعل وضع جدار عازل وخنق مدينة بيت لحم من الجهة الشمالية، وفي الوقت نفسه ترسيم حدود القدس من هذه الجهة بالمستوطنات ما يؤثر على السكان الفلسطينيين.
 
أراضي بيت لحم

"
رئيس بلدية بيت لحم: لا طريق لحل الدولتين الذي تحدث عنه بوش إلا بإخلاء المستوطنات الإسرائيلية
"

من جهته أكد رئيس بلدية بيت لحم فيكتور بطارسة أن مستوطنة أبو غنيم تقع على أراضي مواطنين من بيت لحم ولا تتبع القدس كما تدعي سلطات الاحتلال، معربا عن استغرابه للحديث عن السلام وتوسيع الاستيطان في آن واحد.

 
وأضاف في حديث للجزيرة نت أن مستوطنة أبو غنيم تحولت إلى تكتل سكاني كبير يمنع التوسع السكاني لمدينة بيت لحم شمالا، مؤكدا أنه لا طريق لحل الدولتين الذي تحدث عنه بوش إلا بإخلاء المستوطنات الإسرائيلية.
 
في ظل هذا الوضع يلمس مراقبون عدم اقتناع الشارع الفلسطيني بإمكانية توقف الاستيطان، وشعوره باستغلال الاحتلال للفرقة الفلسطينية، واقتناعه بأن دولة فلسطينية مستقلة لن تقوم على أراضي الضفة الغربية، ما يتطلب وحدة وطنية فلسطينية عاجلة لمواجهة مخططات الاحتلال.
المصدر : الجزيرة